مقال اليوم

بين النار والقرار، جوزيف عون رئيسًا للُبنان

محمد مكتبي ( صحفي وطالب سنة ثالثة إعلام)
في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان المليء بالأزمات السياسية والاقتصادية، أنتُخب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، ليصبح الرئيس الرابع عشر في تاريخ البلاد والخامس الذي يأتي من المؤسسة العسكرية إلى قصر بعبدا.
قائد الجيش الذي حارب على الجبهات، وأثبت قدرة غير محدودة على مواجهة التحديات، يخطو اليوم إلى قصر بعبدا ليخوض معركة من نوع آخر ، معركة إنقاذ الدولة وإعادة بناء ما تهدم. فبينما يترقب اللبنانيون ما سيحمله هذا التغيير من آمال وطموحات، يقف عون أمام إختبار تاريخي ، فهل سيكتب فصلاً جديدًا في حياة لبنان أم سيبقى كما من سبقه شاهدًا على سقوط حلم بناء الدولة ؟
نشأته ومسيرته المهنية
وُلد جوزيف عون في 10 يناير 1964 في سن الفيل قضاء المتن ، وهو من عائلة تعود أصولها الى بلدة العيشية بقضاء جزين في جنوب لبنان. متزوج وله طفلان . حبه وشغفه بالعلوم العسكرية دفعاه للإلتحاق بالكلية الحربية عام 1983، حيث تخرج برتبة ملازم.
تدرّج في الرتب العسكرية ليشغل مناصب عدة، من بينها قيادة اللواء التاسع، حيث برز في العمليات الأمنية ومكافحة الإرهاب. في مارس 2017، عُيّن قائدًا للجيش اللبناني في فترة تزامنت مع تصاعد التوترات الأمنية وتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية.
أما في مجال التحصيل العلمي، فهو حاصل على درجة بكالوريوس في العلوم السياسية والشؤون الدولية من الجامعة اللبنانية الأمريكية ، ودرجة ماجستير في الدراسات الإستراتيجية من جامعة روح القدس في الكسليك .
إنجازاته كقائد للجيش
خلال قيادته الجيش، قاد عون عملية فجر الجرود التي طهّرت الحدود الشرقية من الإرهاب، وأظهر التزامًا واضحًا بحماية سيادة لبنان وأمن حدوده. عُرف بحرصه على حياد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية، مما عزز ثقة الشعب في الجيش كركيزة أساسية للاستقرار.
سعى عون إلى تحسين أوضاع العسكريين في ظل الانهيار الاقتصادي، ونجح في تأمين الدعم الدولي للجيش اللبناني عبر بناء شراكات استراتيجية مع الدول الكبرى.
شخصيته ورؤيته
يُعرف الرئيس الجديد للُبنان بحبه للقراءة والرياضة، ويولي اهتمامًا كبيرًا للحوار والتواصل الفعال. تتمحور رؤيته حول دولة القانون، استقلال القضاء، محاربة الفساد، وإعادة بناء ثقة الشعب في المؤسسات.
التحديات المنتظرة
مع توليه رئاسة الجمهورية، يواجه العماد جوزيف عون تحديات جسيمة، أبرزها:
* إعادة هيكلة الاقتصاد ومعالجة ملف الدين العام
* إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان
* استعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي من خلال تعزيز علاقات لبنان الخارجية لضمان الدعم المالي والاقتصادي
* إصلاح المؤسسات الحكومية ببناء مؤسسات شفافة وفعالة.
* الحفاظ على الاستقرار الداخلي من خلال معالجة الانقسامات السياسية والطائفية المتزايدة
العماد جوزيف عون، الرجل الذي إختبر ساحات المعركة وقاعات التفاوض، يدخل قصر بعبدا محمّلًا بآمال اللبنانيين في التغيير. هو رئيس استثنائي لزمن استثنائي . بقوة الإرادة وصلابة الموقف، يضع عون نفسه أمام تحدٍّ غير مسبوق. فاليوم، لم يعد السؤال ما إذا كان قادرًا على المواجهة، بل كيف سيعيد تشكيل مصير أمة بأكملها. ففي زمن يقتل فيه الجمود الأمل، باتت أفعال الرئيس عون وحدها هي التي ستكتب تاريخه إما كصانع نهضة جديدة أو كشاهد على نهاية حلم بناء الدولة كالذين سبقوه. لا شك في أنّ الرهان كبير والتحديات أكبر.
lo3bat elomam

Recent Posts

La pompe de terre : une invention qui fit jaillir l’eau de l’histoire

La pompe de terre : une invention qui fit jaillir l’eau de l’histoire Nadine Sayegh-Paris…

4 أيام ago

إعترافً بفلسطين ولكن !!!!

سامي كليب ‏مشكورة الدول التي اعترفت وتعترف بالدولة الفلسطينية، فهذا حقٌ فلسطيني طال انتظاره، وأن…

6 أيام ago

مجلة بوليتيس الفرنسية : تدميرٌ ممنهج لغزة وطرد السكّان حتميّ

بقلم : بيار جاكمان في مجلّة Politis منذ الهجوم البري الذي شُنّ غداة عملية حماس…

أسبوع واحد ago

بنغازي وفرحة اللقاء بالزملاء

       سامي كليب       ثمة مؤتمراتٌ تدفع إلى الملل من لحظاتِها الأولى،…

أسبوع واحد ago

Le sang, cette mosaïque invisible qui coule dans nos veines !

Le sang, cette mosaïque invisible qui coule dans nos veines ! Nadine Sayegh-Paris De l’Antiquité aux…

أسبوعين ago

دراسة غربية صادمة:680 الف ضحية في غزة

عن دراسة بعنوان : تزييف التاريخ: السياسة البغيضة لإحصاء ضحايا غزة ريتشارد هيل وجدعون بوليا*…

أسبوعين ago