البريكس45% من سكان العالم و 29 تريليون دولار..هل تقلق أميركا؟
محمد محمود شحادة
منذ مطلع التسعينات لم يشهد العالم صعود قوة مشتركة لمجابهة الأحادية القطبية الامريكية لقيادة العالم كما صعود قوة البريكس بين روسيا والصين والبرازيل و الهند و جنوب افريقيا، ومع التفاف القوة الصاعدة مثل اندونيسيا و تركيا وايران. ادركت أميركا تأثير هذه الظاهرة على اقتصادها وهيمنتها ، وبسبب هذا التأثير فان البريكس تواجه تحديات ربما بالاذرع الامريكية بما يسمى حروب إقليمية بغية بذل نفقات هائلة من قبل دول البريكس على تلك الحروب في المرحلة الأولى و ثم ارضاخ هذه الدولة متفرقة للدخول في الفلك الأميركي ضمن معاهدات وشروط أمريكية.
لذلك تبدو الأمور بهذا الاتجاه، حيث تنظر روسا بوضوح الى اجتماع البريكس الأخير (قمة كازان) ربما على انه تحالف ضد اميركا وأوروبا الغربية على غرار حلف وارسو السابق، والسؤال الأساسي هو ما هي التحديات الداخلية التي تواجه اسس بناء هذه المجموعة؟ فهل هي منظمة دولية او تكتل إقتصادي ام إتحاد سياسي؟ ثم الانتقال لسؤال كيف سيواجه الهيمنة الأمريكية على العالم؟
تعد قمة البريكس، التي افتتحت في 22 أكتوبر في كازان، أكبر حدث دولي تنظمه روسيا منذ بداية الحرب مع أوكرانيا. ويشارك في الإجتماع زعماء الدول الأعضاء الحالية، بالإضافة إلى وفود من الدول التي تنوي الإنضمام.
وحتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش كان حاضرا، مما أثار انتقادات من أوكرانيا. تريد روسيا أن تثبت للولايات المتحدة وأوروبا أنهم لا يستطيعون عزل موسكو، ولكن الدول الأخرى الحاضرة في القمة لديها أجندتها الخاصة، والتي لا ترتبط بالضرورة بأجندة الكرملين.
وتضم البريكس الموسّعة، 3.25 مليار نسمة أو ما يصل إلى 45% من سكان العالم و33.9% من إجمالي مساحة اليابسة، وبحجم اقتصاد 29 تريليون دولار يمثل 29% من الاقتصاد العالمي. وأضافت الدول الخمس المنضمة جديداً 3.24 تريليون دولار إلى اقتصادات المجموعة بحسب بيانات البنك الدولي.
وبالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتن فإن هذه القمة تشكل فرصة لكي يثبت للغرب وشعبه أنه ليس منبوذاً معزولاً عن بقية العالم.
ومن الواضح أن دبلوماسيين ووزراء من أكثر من 30 دولة في الجنوب يتفقون مع هذا الرأي. ومن بين هؤلاء قادة الصين والهند وإيران وتركيا وجنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا ودول أخرى. وفي حين أن بعضها، مثل روسيا، يخضع لعقوبات الغرب، فإن البعض الآخر هم شركاء رئيسيون للولايات المتحدة وحتى حلفاء الناتو، مثل تركيا.
إن استعداد قادتهم للسفر إلى روسيا ومصافحة يد بوتين – أو تقبيله، في حالة ناريندرا مودي – هو علامة على أن غزو موسكو غير القانوني لأوكرانيا، بالنسبة لجزء كبير من الجنوب، ليس مجرد شيء آخر. صراع إقليمي وليس تهديدا وجوديا للنظام الدولي، كما هو متصور في واشنطن ومعظم أوروبا.
ولكن بصرف النظر عن إعطاء دفعة رمزية للكرملين، فليس من الواضح تماما ما هي النتائج الملموسة التي يمكن لتجمع البريكس أن يحققها. وبينما يدور الحديث عن تطوير عملات بديلة وإلغاء الدولار، أي تحدي الهيمنة العالمية للدولار الأمريكي، يذكر موقع القمة الزائرين بضرورة إحضار النقود النقدية، لأن بطاقات ماستركارد وفيزا لا تعمل في روسيا والنقود فقط بالدولار الأمريكي أو اليورو يمكن استبداله بحرية بالروبل في معظم البنوك في روسيا.
وبعد الأحداث الأخيرة، ليس من الصعب على الروس أن يدركوا أن الصين ــ بقدر ما قد تبدو قريبة ــ لا ترغب حقاً في الوقوف إلى جانب روسيا، وخاصة فيما يتصل بالقضايا الأمنية.
على سبيل المثال، بناءً على الطلب المتكرر من الولايات المتحدة، قامت الصين بالحد من صادرات السلع ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا. هذه سلع يمكن استخدامها للأغراض العسكرية.
ومع ذلك، غالبا ما تقف روسيا والصين جنبا إلى جنب عندما يتعلق الأمر بالغرب، وتعتبر مجموعة البريكس مثالا على ذلك. فماذا تريد الصين إذاً؟
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، طور العالم نظامًا قائمًا على القواعد يضمن حقوق الدول الصغيرة وحقوق الإنسان، وهو النظام الذي تعثر كثيرًا، لكنه تمكن من الحفاظ على نفسه.
لقد كان صعود الصين السريع على مدى الأعوام الخمسين الماضية مصحوباً بالرغبة في البحث عن نظام يخدم مصالحها.
ما هو نوع النظام العالمي الذي تريده الصين؟ وبعبارة صريحة، يريد شي جين بينغ أن يجعله أكثر ملاءمة للقادة الاستبداديين. وعلى وجه التحديد، لا تريد الصين أن تصبح الدول الأخرى مثلها، بل تريد إنشاء نظام دولي يتدخل بشكل أقل في الحكومات ذات السيادة التي لا تلبي نفس معايير حقوق الإنسان. وببساطة أكثر، تريد الصين أن تكون السيادة لها الأسبقية على حقوق الإنسان.
فكيف يمكن للصين تحقيق ذلك؟
وتتمثل خطة الصين في جمع أكبر عدد ممكن من الدول ذات التفكير المتماثل. إن القوة الاقتصادية القوية التي تتمتع بها بكين وافتقارها إلى الاهتمام بحقوق الإنسان تحظى بتقدير العديد من الدول التي لا تحب النظام الدولي على النمط الأميركي.
لقد أصبحت مجموعة البريكس بمثابة نادي اجتماع مع هذه الدول، وتصبح هذه النية أكثر وضوحا مع انضمام أعضاء جدد.
لذلك ان البريكس امام تحديات كبيرة وهي على المدى البعيد تكتل اقتصادي بعيد ايضا فكيف ستستطيع كسر هيمنة الدولار او وضع انفاقيات سياسية واقتصادية جديدة بالاضافة لوضع سويفت جديد للتحويلات المالية مع وضع نظام دولي جديد، وهي دول متباعدة بالاقاليم و القارات وعلى الرغم من انه ذو لون شرقي، الا انه يضم دولا مختلفة بالانظمة تماماً و بالتالي غير متجانسة في تطلعات شعوبها، وهذا يشكل تحدياً لتكامل الدول الأعضاء إضافة الى غياب دول الخليج النفطية و الدول الغربية التي لا بديل عنها بالصناعات الكبرى كالطائرات والأسلحة والتكنولوجيا، واذا بقي الغرب والشمال الافريقي خارج البريكس او بالأحرى تحت السيطرة الامريكية والأوروبية بالتالي لن يجد البريكس بديلاً عن اهم المواد للخام للصناعات الأولية.
ويكفي القول كيفية الوصول الى عالم متعدد القطبية في ظل ترابط كل دول البريكس بالعلاقات مع اميركا،
فهل البريكس سيضع عملة موحدة؟ وهل سيغير في موازين القوى الاقتصادي والسياسي بسرعة؟و كيف سيتوسع كتكتل؟
والاهم ، كيف سترد اميركا بتوسعة الحروب الاقليمية في بحر الصين في ظل توتر مستمر الصين وتايوان، وفي أوكرانيا والحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا، والشرق الاوسط ( ايران وإسرائيل) وفي اميركا اللاتينية ربما و ربما عودة لحرب الكوريتين سيما ان كوريا الشمالية ليست عضواً في البريكس لكنها اهم اقوى الحلفاء لروسيا وبالتالي لمجموعة البريكس ويربط بين كوريا الشمالية وروسيا عدواً استراتيجياً مشتركاً وهو الولايات المتحدة الأميركية ؟