تضامن دولي واسع مع ضحايا زلزال المغرب، والجزائر تفتح حدودها
تضامن دولي واسع مع ضحايا زلزال المغرب، والجزائر تفتح حدودها
أيمن مرابط-الرباط
2012 قتيلا وأزيد من 2050 جريحا بينهم 1404 حالتهم حرجة، هكذا هي آخر الأرقام الرسمية القادمة من المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال المدمر في منطقة الحوز بعمق الأطلس الكبير ومدينة مراكش، حصيلة مرشحة للارتفاع في الساعات والأيام المقبلة مع تزايد انتشال العالقين تحت الأنقاض وسط قرى ودواوير يصعب الوصول إليها.
الزلزال المدمر الذي هز جبال الأطلس الكبير، خلق حالة غير مسبوقة من التضامن الدولي الرسمي والدبلوماسي والشعبي مع المغرب عبر القنوات الرسمية الدبلوماسية للدول وفي كل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي العالمية.
جهود مغربية مستمرة
وأعلنت السلطات المغربية استمرار جهود الإنقاذ والإغاثة في كل المناطق المنكوبة جراء الزلزال والتكفل بالجرحى والأهالي الذين باتوا بدون مأوى بعد انهيار منازلهم.
كما أصدر العاهل المغربي تعليماته للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والمستشفيات العسكرية بتخصيص كل الإمكانيات اللوجيستيكية والطبية بشكل مستعجل، وتشمل توفير الأغطية والأغذية والمياه والمساعدات الإنسانية من طرف مؤسسات التضامن بالمغرب، إضافة لإقامة مستشفى طبي جراحي ميداني.
وأُعلن عن الحداد الوطني لثلاثة أيام ابتداء من اليوم، وتنكيس الأعلام الوطنية في كل الإدارات العمومية وإقامة صلاة الغائب بكل مساجد المملكة.
رسائل تضامن وتعزيات دولية
وقامت منذ صباح الأمس معظم الدول العربية بإرسال تعازيها للشعب المغربي قبيل ساعات وحتى اليوم، وسارع رؤساء قطر والامارات العربية المتحدة والكويت والسعودية ودول أخرى عربية للتعبير في منصات X تويتر عن حزنهم وتضامنهم مع المملكة المغربية قيادة وشعبا أمام الفاجعة المؤلمة التي ألمت بهم وإرسال برقيات تعزية رسمية للعاهل المغربي.
وعلى الفور، تم إعطاء التعليمات الرسمية في عدد من الدول لإنشاء جسور جوية مباشرة بين العواصم العربية والرباط ومراكش لإيصال المساعدات الضرورية وإرسال وحدات متقدمة من عناصر الوقاية المدنية والجيش للمساعدة في عمليات البحث عن الناجين تحت الأنقاض وسط الجبال ذات التضاريس الوعرة.
الجزائر.. تفتح مجال الإنسانية
في التفاتة إنسانية بارزة، أعلنت الجارة الجزائر عن استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة ووضع كل الإمكانيات المادية والبشرية رهن الإشارة في حال طلب المغرب، وقررت تعليق قرارها الأحادي القاضي بإغلاق المجال الجوي امام الطائرات المغربية والطائرات المتجهة نحو المغرب.
وتلقى المغرب رسائل تعزية ومؤازرة من مجموعة من الدول الصديقة الأخرى؛ مثل روسيا والهند وألمانيا وفرنسا، التي عبر رؤساؤها ورؤساء حكومات تلك الدول عن مواساتهم ومؤازرتهم للمملكة في الفاجعة الأليمة وأبدوا استعدادهم لتقديم المساعدة والدعم الضروري للبلاد والمتضررين من الزلزال العنيف.
الدول لبعضها.. لا ضد بعضها
ويُتوقع أن تصل في الساعات القادمة إلى مطارات الرباط والدار البيضاء ومراكش وأكادير مساعدات دولية مهمة وطواقم فنية وطبية من مختلف الدول والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية للمساعدة في تخفيف وطأة الفاجعة التي تسببت في دمار قرى وبلدات في عمق جبال الأطلس الكبير ومدينة مراكش.
حملة التضامن الدولي الواسعة مع ضحايا زلزال المغرب تؤكد أن العلاقات الدولية أساسها إنساني وأخلاقي بالدرجة الأولى ولا يُمكن التنازل عن مبادئ الإنسانية بين العالم وأن الخصومة بين الدول لا أساس لها على أرض الواقع، كما يُذكرنا بحملات التضامن الواسعة التي حدثت في كوارث طبيعية عبر العالم، كان آخرها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في شهر شباط فبراير بداية هذا العام.
جدير بالذكر، أن هذا الزلزال هو الأعنف في تاريخ المغرب منذ عقود طويلة حين ضرب مدينة أكادير سنة 1960 وخلف حوالي 15.000 قتيلا، ولا تزال المعطيات الرسمية حول حجم الخسائر المادية في المباني والمنشآت الحيوية والأثرية بمدينة مراكش ومناطق إقليم الحوز غير متوفرة حتى حدود كتابة هذه الأسطر.