نتنياهو يقيل وزير الأمن الذي قال إنّ قوّة اسرائيل تتآكل
نتنياهو يقيل وزير الأمن الذي قال إنّ قوّة اسرائيل تتآكل
القدس- جانيت المير
كما كان متوقّعًا، لم يحتمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تمرّد أحد رفاقه في الائتلاف عليه، فأقال مساء اليوم الأحد وزير وزير الأمن يوآف غالانت الذي جاهر باعتراضه على خطّة التعديلات القضائية التي يريدها نتنياهو لاضعاف السلطة القضائية لصالح السياسيّة.
استدعى نتنياهو رفيقه السابق الى مكتبه ليبلّغه بأنّه فقد الثقة به ، وذلك بعد عجز غالانت عن اقناع رئيس الحكومة بتعليق التشريعات واعتماد مزيد من الحوار، كيّ لا يبدو الأمر محاولةً لاضعاف الجهاز القضائي، وذلك فيما عمّت تظاهرات كثيرة البلاد احتجاجًا على سياسة رئيس الحكومة، وتعمّق الانقسام حتى داخل ليكود بين داعمٍ لهذه الاصلاحات ورافضٍ لها .
أول ردِّ فعلٍ على الاقالة جاء من زعيم المعارضة يئير لبيد، الذي قال :” إنّ إقالة وزير الأمن لمجرد كونه حذّر من مغبة تعريض أمن إسرائيل للخطر هو تدنٍ جديد لحكومة معادية للصيهونية، وإنَّ نتنياهو يمكنه إقالة غالانت، لكن لا يمكنه أن يطرد الشعب الإسرائيلي، وهو خطر على أمن دولة إسرائيل”
كذلك قال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، “الآن بدأ الإصلاح”.
كان غالانت قد قال في مؤتمر صحافي “أقولها بصوت عالٍ وعلانية لأبنائنا وبناتنا، يجب تجميد خطة الإصلاحات القضائي وإنّ الانقسام في المجتمع يتغلغل في الجيش والأجهزة الأمنية، وهذا خطر مباشر وملموس على أمن الدولة، صحيح أنّ إسرائيل بحاجة إلى تغيير في النظام القضائي، لكن يجب إجراء تغييرات عبر التواصل والحوار والخطاب”.
أضاف غالانت الذي كان قبل سابقًا مُرشّحًا لرئاسة الاركان :” يجب تعليق العملية التشريعية لعدة أسابيع، وإنَّ أمن دولة إسرائيل هو مهمة حياتي. أنا على استعداد للمخاطرة من أجل بلدي ودفع أي ثمن، خصوصًا أنّنا نواجه مخاطر قريبة وبعيدة وبينها برنامج إيران النووي والهجمات الفلسطينية والتوترات الأخيرة مع ميليشيا حزب الله اللبنانية، انّنا نواجه تحديات أمنية غير مسبوقة أكثر من أي وقت مضى، وأنا قلق جدًا . وكما تعلمون فإنَّ الأحداث الجارية والقضايا في المجتمع الإسرائيلي لا تغفل عن جيش الدفاع. لقد تصاعدت مشاعر الغضب والألم وخيبة الأمل غير المسبوقة من كل مكان”.
أضاف في موقفٍ لافت : ” أرى أن مصدر قوتنا يتآكل. الصدع المتزايد في مجتمعنا يخترق جيش الدفاع والأجهزة الأمنية. وهذا يشكل تهديدا واضحا وفوريا وملموسا على أمن الدولة. لن أمد يدي لهذا”.
وقد انضم إلى دعوة غالانت بعد دقائق من بيانه، نائبان آخران من حزب الليكود، يولي إدلشتين، الذي يرأس لجنة الكنيست للأمن والشؤون الخارجية، وديفيد بيتان، وهو ناقد نادر لنتنياهو في حزب الليكود اليوم.وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الزراعة آفي ديختر، عضو آخر في الليكود، قال لنتنياهو بشكل خاص إنه يؤيد تجميد التشريع. بالمقابل ثارت ثائرة اليمين المتطرف، حيث دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير رئيس الوزراء نتنياهو إلى إقالة غالانت، قائلا أنّ وزير الأمن “دخل وزارة الدفاع بأصوات اليمين لكنه خضع لضغوط هؤلاء الذين يهددون برفض الخدمة والقيام بواجبهم في محاولة لوقف الإصلاح المهم”
وتقول صحيفة هآرتس إنّ وزير الاتصالات شلومو كرهي الذي ينتمي أيضًا إلى ليكود اتهم وزير الأمن بـ”الاستسلام تحت ضغط اليسار”. وكذلك قال عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس الائتلاف أوفير كاتس، في أعقاب خطاب غالانت أمس ، إن “أي شخص لا يصوت لصالح الإصلاح هذا الأسبوع قد أنهى حياته السياسية في الليكود”.
وعنونت صحيفة ” تايمز اوف اسرائيل” الليلة : ” أنّ 200 ألف متظاهر يحتشدون في تل أبيب عشية “أسبوع الشلل”، في حين من المقرر أن يمرر الإئتلاف قانونا للسيطرة على التعيينات القضائية؛ اعتقال 44 شخصا واستخدام خراطيم المياه لإخلاء طريق سريع”.
يبدو أن نتنياهو الذي يمضي بقراراته غيرَ آبه بكل هذه الاحتجاجات، سيدخل التاريخ الاسرائيلي بكونه أحد أكثر رؤوساء الحكومات ليس اثارةً للجدل فحسب، بل أيضًا للانقسام الحاد في المجتمع الاسرائيلي، وهذا ما يدفع عددًا من معارضيه إلى وصفه بالدكتاتور الحتمّي.