عناصر تكوين الشخصية وفق جيم كويك
روزيت الفار-عمّان
في كتابه “Limitless” يشرح جيم كويك مفهوم “الغاية والأهداف والقيم والشّغف” وكيف يشكّلون هوية الفرد وشخصيّته. فالغاية هي الإطار الأوسع والأشمل لمفهوم عام مجرّد؛ بعيد المدى؛ لا يمكن قياسه أو لمس نتائجه، وتُعدُّ “الغاية” أهمّ أسباب وجود الإنسان وما يعطي لحياته قيمة ومعنى. فهي المحرّك الجوهري وراء عمله ونشاطه، وهي ما يربطه بالآخر وما أتى ليشاركه مع العالم. من أمثلتها: البقاء، الحب، النّجاح، المشاركة، الشّهرة، الثّراء، السّلطة، الصّحة، الخ…
أمّا الهدف، فهو جزء من كل. هو ما يسعى الشّخص لتحقيقه كي يصل لغايته. والهدف مسعى قابل للقياس نحدّد تنفيذه عند تاريخ معيّن، كالحصول على درجة علميّة ما، شراء سيّارة أو منزل فاخر، الذّهاب لبلد تحبّه الخ…
فمثلاً حين تكون الغاية هي “النّجاح” يكون الهدف الحصول على درجات علميّة معيّنة والبدء بالعمل الجاد خلال السّنوات المقبلة. وحين تكون الغاية هي “الثّراء”؛ يكون الهدف جمع أوّل مليون دولار خلال سنة من الآن وهكذا…
ولكي تنجح بتحقيقها؛ يجب أن تكون تلك الأهداف “ذكيّة” SMART أي:
يرى الكثير بأنّ هذه العمليّة -وبالرّغم من أنّها منطقيّة- صعبة وتشكّل تحدٍّ أمامهم. ولجعلها سهلة التّطبيق، يقول جيم كويك بأنّ عليها أن تأتي متوافقة مع مشاعرك القلبيّة. HEART. بمعنى أن تكون:
أمّا الشّغف فهو ما نستخدمه لتحقيق الغاية. فعند تحديد الغاية نكون قد عرفنا أنفسنا؛ وهذا يقودنا لنعيش حياة تتواءم مع قِيَمنا الدّاخليّة ويساهم في تقوية وتعزيز ما لدينا من شغف لتحقيق تلك الغاية.
لا يولد “الشّغف” بين ليلة وضحاها، بل يحتاجنا خوض عدّة تجارب والمرور بالكثير من المعاناة. فإيجاد الشّغف؛ تماماً كإيجاد الحبّ الحقيقي الّذي يُشعِل بلقائه الشّرارة بداخلك؛ بعد أن تكون قد مررت بعدّة تجارب وعلاقات عاطفيّة. فالشّغف إعادة لكشف الذّات الحقيقيّة الصّادقة.
فإذا كانت غايتك هي “التّعلّم” مثلاً؛ فالشّغف هو الطّريقة الّتي ننقل بها علمك ومعرفتك للآخر أي “تعليمهم” سواء عبر المحاضرات أو التّدريب العملي وغيرهم.
من المفيد أن يكون للشّخص أكثر من نوع واحد من الشّغف؛ كي لا يتأثّر ويشعر بالضّياع عند تغيّر ظروف حياته، وهو ما قد يحدث له بأيِّ وقت.
كانت نظرة كويك للقِيَم، نظرة مهمّة في تحديد شخصيّة الفرد. فهي تشكّل مجموعة المعتقدات الّتي نشأ عليها، ويؤمن بأنّها صائبة وحقيقيّة. فهي ما يحرّكه ويحدّد سلوكه عند اختياره لأمر دون سواه. باختصار؛ هي الدّليل الّذي يسيّر حياته. ويقول الكاتب بأنّه لا يمكن للشّخص تحقيق أهدافه إن لم تكن قِيَمُهُ متماشية مع تلك الأهداف ويكون سلوكه، بالوقت ذاته، داعماً لها. تحمل كل قيمة مرتبة معيّنة في سلّم الأولويّات وتختلف من شخص لآخر. فمثلاً مفهوم “العائلة” يعني عند البعض “الحب”، لكنَّه يعني عند البعض الآخر “الانتماء”. بالنّهاية؛ تبقى “العائلة” وسيلة قيميّة A means Value تحمل غاية قيميّة End Value. سواء كان الحب أم الانتماء أم الحماية والرّعاية أو الدّعم الخ…
يجب أن تُدرّج القيم وتنظّم حسب ارتباط كلّ منها بالآخر. بحيث نرى عند النّظر إليها، ما الّذي يشّكل منها أهدافاً وما الّذي تنبثق عنه أمورٌ أخرى. مثلاً: سُلّم قِيَمِي هو الحب، التّقدّم والنّمو، التّشاركيّة، المغامرة.
ويجب أن تبقى القيم بهذا التّرتيب بحيث يُبنى كلّ منهم على ما سبقه ويؤسّس لما يأتي بعده. والأهم من هذا وذاك هو ألّا تتعارض قيمك بقيم الآخرين القريبين منك؛ تجنّباً لحدوث أيِّ صدام أو خلاف معهم.
يركّز كويك على أهمّيّة الغايات والأهداف كأسباب ودوافع للقيام بالعمل وليس مزاج الفرد. فقد لا يكون بمزاجك النّهوض مبكّراً لممارسة الرّياضة؛ لكنّك تفعل ذلك حين تعلم أنّه سبباً لكسب صحّتك. فالأسباب تحصد النّتائج.
إنَّ أسمى الغايات لدى كويك هو”التّعلّم من أجل التّعليم ومشاركة معرفته وتجاربه وخبراته مع الآخرين لمساعدتهم كي لا يُعانوا ما عاناه” و يعتبر عدم مشاركة المعرفة مع الآخر؛ موازٍ لعدم امتلاكها.
*عانى كويك لسنوات من إصابة شديدة بالرّأس منعته من التّعلّم. ومع التّصميم والإرادة والعمل الجاد استطاع أن يتخطّاها ويصبح أمهر متخصّصي الدّماغ ومدرّبي الحياة، يعتمده أعظم شخصيّات العالم ومشاهيره.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…