الأمم المتحدة تصوّت لانسحاب روسيا من اوكرانيا، وهذه مواقف العرب
الأمم المتحدة تصوّت لانسحاب روسيا من اوكرانيا، وهذه مواقف العرب
بيار صفير-نيويورك: صوّتت الجمعية العامة للأمم المتّحدة في الليل الفائت على قرار يطالب روسيا بسحب قوّاتها فورًا من الاراضي الأوكرانية، ودعت في قرارها غير المُلزم الى ” حلّ عادل ودائم” للصراع، وذلك عشية الذكرى الأولى للحرب الأوكرانيّة. ونال القرار 141 صوتًا مؤيدًا، مقابل 7 أصوات رافضة جاءت من روسيا وبيلاروسيا وسوريا وكوريا الشماليّة ومالي ونيكاراغوا واريتريا، بينما امتنعت 32 دولة عن التصويت وبينها دولتان عربيّتان هما الجزائر والسودان وفق ما يظهر في الجدول أدناه، وكذلك الصين وإيران. أما باقي الدول العربيّة فقد صوّتت جميعها لصالح القرار.
قالت صحيفة الواشنطن بوست إنّ نتائج هذا التصويت كانت أقل من تلك التي حصل عليها القرار السابق في تشرين الأول 2022 الذي دان ضمّ روسيا لاجزاء من الاراضي الأوكرانية، أي 143 صوتا مقابل 5 ضد.
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أنّه بالرغم من ” الدعوات الفارغة لروسيا بإجراء مفاوضات الاّ أنها ما زالت عازمة على تدمير أوكرانيا كدولة مستقلّة ” وحضّ دول العالم على الوقوف ضد العدوان معتبرًا أن العالم يمرّ ب ” لحظة حاسمة لاظهار دعمه ووحدته وتضامنه حيث لا يوجد في هذه الحرب سوى معتدٍ وضحيّة”
ومن جانبه اتّهم مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الغرب الأطلسي بتزويد كييف بالاسلحة والذخيرة والمعلومات الاستخبارية، وان الهدف من ذلك هو تعزيز التخويف العالم م من روسيا من قبل نخب أميركية وأوروبية ملوثة تتنافس على فرض عقوبات تضّر بالعالم النامي أكثر من غير ، وان هذا الغرب يريد تقطيع أوصال روسيا وتدميرها» .
أمّا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي افتتح الجلسة التي تحدّث فيها 90 شخصيّة ممثلة لدولها، فاعتبر أنّ “الغزو الروسي لاوكرانيا إهانة لضميرنا الجماعي وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة وتحدٍ للمبادئ والقيم الأساسية لنظامنا المتعدد الأطراف، ولذلك فنحن ملتزمون سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دولياً»
من جانبها قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا :” إنّ روسيا لم تظهر أي رغبة بالسلام، ولا تعرف من السلام سوى صمت القتلى والدمار “، وكذلك فإن وزير الخارجية الالمانية أنالينا بايربوك اعتبرت أن :” السياسة العدوانية لروسيا جعلت أكثر عزلة مما كانت عليه قبل عام ”
أما الصين التي امتنعت عن التصويت فقد قدّمت مشروع حلّ يتضمّن 12 نقطة ويشجّع الطرفين الروسي والاوكراني على الحوار، ( وهو ما فعلته أيضًا بيلاروسيا) وذلك فيما شدّد وزير الخارجية الصينيّ على ضرورة ” الامتناع عن استخدام السلاح النووي” . ويبدو ان هذا الموقف الصيني شبه الوسطي، يتجاوب مع دعوات الرئيس الاوكراني فلودومير زيلينسكي للحوار المُباشر مع الحكومة الصينيّة.
وكان مُفاجئًا وفق ما ذكرت صحيفة ” الباييس” الاسبانيّة، ان هنغاريا التي صوّتت لصالح القرار اوحت في خطاب مندوبها بالابتعاد عن الموقف الأوروبي وتبنيّ موقف قريب لموسكو وهو ما يوحي بصعوبة ايجاد دبلوماسية حقيقيّة موحّدة بشأن هذه الحرب داخل الدول الأوروبيّة.