وقد أدى نتنياهو، اليوم اليمين الدستورية كرئيس للوزراء للمرّة الثالثة السادسة، وحصل على ثقة الكنيست ب 63 صوتًا مقابل 120، لحكومته الجديدة التي تُعتبر أنّها الأكثر يمينية ( وعلى الأرجح تطرّفًا) في تاريخ إسرائيل. التي يُنظر إليها على أنها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، لكونِها مُشكّلة من وزراء حزبه الليكون ومن أحزاب دينيّة مُتشدّدة ويمينيّة متطرّفة .
ونتنياهو الذي كرّر جملتَه العزيزة على قلبه والتي يتخذها شمّاعه لكلّ ممارساته الأخرى بأنه يُريد :” توسيع أفقَ السلام مع الدول العربيّة”، تحدّث أيضًا عن أن هدفَه الأول في هذه الحكومة هو :” احباط جهود إيران الرامية إلى تطوير ترسانتها الننويّة” وذلك فيما تولّى حزبُه الليكود الافصاح عمّا يُضمره نتنياهو فقال :” إنّ الحكومة ستدعم الاستيطان وتعزّزه في مناطق هي حقٌ خالص للشعب اليهودي لا يُقبل المساس به”
كذلك انتخب الكنيست الوزير السابق أمير أوحانا رئيسا جديدا له بأغلبية 63 صوتا فيما صوت خمسة نواب ضد القرار وامتنع نائب واحد عن التصويت. والرئيس الجديد هذا ينتمي هو الآخر إلى حزب الليكود.
نتنياهو هذه رؤيتي للعرب
في كتابه مكان بين الأمم يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد التالي :
* بالنسبة للسلام الإسرائيلي مع العرب فإن السلام الذي تستطيع إسرائيل الحصول عليه مع العرب هو سلام الردع فقط، وإن أي تسويات سلمية مع العرب، منوطة بقدرة إسرائيل على ردع الطرف العربي وشن الحرب عليه فور خرقه لتلك التسوية.
* هضبة الجولان : لا يمكن المقارنة بين الانسحاب من سيناء مع الانسحاب من هضبة الجولان فهي منطقة إستراتيجية بالنسبة لأمن إسرائيل، وإذا حصل الانسحاب الإسرائيلي من الهضبة، يستطيع الجيش السوري اجتيازها خلال بضع ساعات ويشكل تهديداً مباشراً على إسرائيل، ولهذا السبب لا يجوز التفكير بالانسحاب منها لأي سبب كان لأن سيطرتنا على الجولان تمنحنا القدرة لصد أي هجوم سوري محتمل، ولذلك لا بديل لإسرائيل من الاحتفاظ بالجولان مهما كلف الأمر.
* الدولة الفلسطينية إن فكرة المطالبة بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية تتعارض كلياً مع السعي لتحقيق الأمن الحقيقي لإسرائيل، إذ إن وجود الدولة الفلسطينية يجعل إسرائيل في حالة عدم الاستقرار وفي نزاع دائم مع الفلسطينيين. ويضيف: إن الفلسطيني الذي اختار العيش في الضفة الغربية، عليه الاعتراف بأنه سيكون من ضمن أقلية خاضعة لسلطة الدولة اليهودية، ولا يحق له المطالبة بدولة فلسطينية.
* الأردن : الأردن سيكون الوطن البديل للفلسطينيين، لأن أرض إسرائيل ستكون يهودية فقط، أما دولة لعرب فلسطين فيجب أن تكون تلك التي تُدعى الأردن، وبالتالي فإن أي حل للنزاع بين العرب واليهود يتمثل في دولتين الأولى للشعب اليهودي المقيم غربي الأردن، والثانية عربية للشعب الفلسطيني المقيم بمعظمه شرقي نهر الأردن.
* القدس : إنّ القدس هي مركز الطموح للشعب اليهودي، ولذا يجب ألا يُطلب من إسرائيل الدخول في مفاوضات بشأن أي جزء من القدس، تماماً مثلما لا يجوز أن نطلب من الأميركيين التفاوض على واشنطن، ومن الإنكليز على لندن، ومن الفرنسيين عن باريس، وبالتالي لا يجوز مطلقاً لأي حكومة إسرائيلية التفاوض أو المساس بسيادتنا على القدس أو تقسيمها ورفض فكرة المدينة المفتوحة، لأنه يجب بقاء القدس تحت حكم إسرائيل كما يجب علينا تعزيز حلقة الاستيطان اليهودية فيها، للحؤول دون حصول تجمعات سكانية من العرب.
*الضفة الغربية : إنَ الأنظمة العربية تمتلك مساحات شاسعة من الجغرافيا الجرداء تبلغ 500 ضعف مساحة إسرائيل، ولذلك يجب على تلك الأنظمة العربية التنازل عن مساحة من الوطن العربي تساوي مساحة الضفة الغربية تخصص لفلسطينيي الضفة، وبذلك نستطيع بسط سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، ومنع إقامة أي كيان فلسطيني عليها، إضافة إلى وجوب سيطرتنا على مصادر المياه فيها ومياه الجولان لأنها مورد حيوي لدولة إسرائيل.
* غور الأردن : إنّ إسرائيل ملزمة بسيطرتها الحتمية الكاملة على غور الأردن، لأنها منطقة زراعية حيوية وحساسة أمنياً وأيضاً لضمان صد أي هجوم على إسرائيل من الجهة الشرقية.
* اللاجئون الفلسطينيون: يجب توطينهم حيث هم في البلاد العربية لبنان وسورية والأردن وحتى العراق، ويتابع القول يجب إقامة مناطق إسرائيلية عازلة والاحتفاظ بالسيطرة على المعابر وذلك لمنع عودتهم إلى إسرائيل.
*حدود 1967: إنّ حدود ما قبل حرب الأيام الستة 1967 كانت حدود حرب لا حدود سلام مع العرب، وبالتالي من غير المقبول ولا من المنطق الحديث عن السلام والأمن الإسرائيلي مقابل مطالبتنا الانسحاب إلى حدود لا تضمن الدفاع عن دولة إسرائيل وهذا مرفوض تماماً.
ويختم نتنياهو : حين يصبح عدد سكان إسرائيل بين 8 إلى 10 ملايين يهودي، يمكن لدولتنا التمتع بالاستقرار والازدهار، وسوف يضطر العالم العربي إلى إبرام سلام حقيقي معنا، ولذلك يجب علينا تشجيع اليهود على العودة الجماعية، لأن من شأن هذه العودة إلى أرض إسرائيل، وضع حد للحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية على أرض إسرائيل، وتطيح بأمنيات العرب برؤية دولة اليهود تنهار كدولة الصليبيين التي ظلت تصغر حتى تلاشت.