البُن الخولاني الخليجي وموسيقى الراي وآلة العود على لائحة اليونسكو
أدرجت منظمة اليونسكو دولاً عربيّة عديدة على لائحتها للتراث الثقافي غير الماديّ، وتضم هذه اللائحة 47 عُنصُرًا جديدًا . جاء ذلك في أعقاب الدورة السابعة عشرة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي من 28 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 3 كانون الأول/ديسمبر برئاسة المملكة المغربية.
وتوزّعت هذه العنصار على الأقسام التالية:
- 4 عناصر في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل؛
- 39 عنصراً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية؛
- 4 عناصر في سجل الممارسات الجيدة في مجال صون التراث الثقافي غير المادي.
وتضمن ثلث العناصر الجديدة المدرجة ممارسات ذات صلة بحماية البيئة، فكانت في معظمها تقنيات زراعية متوارثة عن الأسلاف حريصة على الاستخدام المستدام للموارد؛ كما كان من بينها طقوس وفعاليات تحتفي بالطبيعة. وتذكِّر هذه العناصر بأهمية معارف الأسلاف في التصدي للتحديات الجديدة لهذا القرن كالاختلال المناخي.
وكان للدول العربية المدرجة في قائمة التراث الثقافي غير المادي نصيبٌ جيّدٌ وذلك حول التراث التالي:
الجزائر: الراي، غناء شعبي من الجزائر
الراي هو غناء شعبي من الجزائر، وهو وسيلة لتناول حقيقة المجتمع دون محرمات أو رقابة، وتتطرق هذه الموسيقى إلى مواضيع الحب والحرية والخيبة والقيود الاجتماعية. ويعتبر الراي نمطاً خاصاً بالشباب، حيث يفسح لهم المجال للتعبير عن مشاعرهم في أثناء سعيهم إلى التحرر من قيود المجتمع. ويقوم الموسيقيون بصناعة آلاتهم الموسيقية وتزيينها، ويجري تناقل هذا الفن إما بطريقة غير نظامية عبر الملاحظة أو بطريقة نظامية عن طريق التعلم.
المملكة العربية السعودية: المعارف والممارسات المرتبطة بزراعة البن الخولاني
تمارس قبائل خولان في المملكة العربية السعودية زراعة البن منذ أكثر من 300 عام، وتتناقل العائلات المهارات والتقنيات المرتبطة به. وتعتبر القهوة رمزاً للكرم ولكي يعرب الناس عن تكريم الضيف وإظهار الاحترام له، يقدمون له القهوة المصنوعة من البن الذي أنتجوه في مزرعتهم. وتعزز زراعة البن الخولاني وإعداده التماسك الاجتماعي وتنمي شعوراً بالهوية المشتركة بين المزارعين الذين يجتمعون من أجل تبادل المعارف ودعم بعضهم البعض.
المملكة العربية السعودية – عُمان – الإمارات العربية المتحدة: حداء الإبل، تقليد شفهي للنداء على قطعان الإبل
حداء الإبل هو أحد أشكال التعبير الشفهي المتعدد الأصوات ويرافقه عزف الرعاة على آلات موسيقية أو حركات يؤدونها من أجل التواصل مع إبلهم. ويستمد هذا الشكل من التعبير الإيقاعي إلهامه من الشعر، ويستخدم الرعاة مجموعة خاصة بهم من الأصوات التي اعتادت عليها الإبل. ويمكن استخدام الحداء أيضاً من أجل جمع الجِمال بسرعة في حال وجود خطر مباشر. ويجري تناقل هذه الممارسة ضمن العائلات وهي تساعد على إقامة علاقة قوية بين الإبل ورعيانها وبين الرعيان أنفسهم.
مصر: الاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة في مصر
تقام الاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة في مصر إحياءً لذكرى ارتحال العائلة المقدسة من بيت لحم إلى مصر. ويُقام احتفالان سنوياً لإحياء هذا الحدث، يشارك فيهما المصريون بمن فيهم المسلمون والمسيحيون الأقباط من الجنسين ومن جميع الأعمار بأعداد كبيرة. وتُنقل المعارف والمهارات المرتبطة بهذه الاحتفالات عن طريق الكنائس والأديرة، وتتوارثها العائلات، كما تُنقل من خلال المشاركة الفعالة في الطقوس، مما يعدُّ تجسيداً للنسيج الاجتماعي والثقافي المشترك بين المسيحيين الأقباط والمسلمين.
الإمارات العربية المتحدة: التلي، مهارات التطريز التقليدية في الإمارات العربية المتحدة
التلي هو حرفة يدوية تقليدية تمارَس في الإمارات العربية المتحدة. وفي الوقت الحاضر، يزداد الطلب على التلي في الفترة التي تسبق الأعياد الدينية وفي موسم الأعراس في فصل الصيف. ويستغرق شغل التلي الكثير من الوقت، وهو يورَّث من الأمهات إلى البنات. هناك بعد اجتماعي لاجتماع النساء في البيوت والأحياء السكنية من أجل ضفر التلي، لأنه يقدم فرصة للتفاعل الاجتماعي وتبادل المعارف الخاصة بهذه الحرفة، وحكاية القصص والأمثال الشعبية.
الإمارات العربية المتحدة – البحرين – مصر – العراق – الأردن – الكويت – موريتانيا – المغرب – عُمان – فلسطين – قطر – المملكة العربية السعودية – السودان – تونس – اليمن: النخلة، المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات
يوجد نخيل التمر في العادة في الصحاري ويعيش في المناخ الجاف والمعتدل، وهو دائم الخضرة ذو جذور ضاربة في عمق التربة. وقد ارتبطت النخلة بالمنطقة العربية على مرِّ القرون، ونشأ بفضلها تراث ثقافي غني تناقلته الأجيال. وتتضمن الممارسات والمعارف والمهارات المرتبطة بالنخلة زراعتها ورعايتها واستخدام أجزاء منها (السعف والليف) في الحرف اليدوية والطقوس التقليدية. كما أنَّ النخلة مصدر أساسي للغذاء وتقوم المجتمعات المحلية بدعمها إلى حدٍّ كبير. .
الجمهورية العربية السورية: فن صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها
العود هو آلة موسيقية تقليدية يُعزف عليها في إيران وسورية، ويتألف العود من قصعة كمثرية الشكل تُصنع من خشب الجوز أو الورد أو الحور أو الأبنوس أو المشمش، وتُزيَّن بزخارف محفورة على الخشب وبالفسيفساء. ويُعزف على العود عزفاً منفرداً أو ضمن فرقة موسيقية في طيف متنوع من المناسبات وترافقه الأغاني والرقصات التقليدية. ويجري تناقل مهارة العزف على العود وطريقة صنعه بصورة رئيسية عبر التدريب المهني.
الأردن: المنسف في الأردن، مأدبة احتفالية ذات معانٍ اجتماعية وثقافية
المنسف هو طبق احتفالي مصنوع من قطع كبيرة من لحم الغنم أو الماعز المغلية في اللبن، ويقدَّم على طبق كبير فوق طبقة من الأرز والخبز. وإعداد هذا الطبق هو مناسبة اجتماعية بحدِّ ذاتها إذ يقوم الطباخون بالغناء ورواية القصص في أثناء الطهي. ويتشارك المدعوون في الأكل من الطبق مستخدمين يدهم اليمنى فقط. وتنقل الأمهات إلى بناتهن طريقة إعداد هذا الطبق والممارسات المرتبطة به التي تشكل جزءاً أساسياً من المناسبات الاجتماعية والثقافية في الأردن، ويعزز المنسف الشعور بالهوية والتماسك الاجتماعي.
عُمان: الخنجر، مهارات صناعته والممارسات الاجتماعية المرتبطة به
الخنجر هو جزء من اللباس التقليدي الذي يرتديه الرجال في عُمان في الأعياد الوطنية والدينية والمناسبات الخاصة كحفلات الزفاف على سبيل المثال. ويثبَّت الخنجر على الخصر وهو يتألف من حزام ومقبض ونصلة وغمد وغطاء. والخنجر عنصر أساسي في الثقافة العُمانية، ويتطلب صنعه قدراً كبيراً من المعارف والمهارات التي تتناقلها الأجيال، وهو جزء من شعار الدولة وله دور أساسي في العديد من العادات والتقاليد العُمانية.
تونس: الهريسة، المعارف والمهارات وممارسات الطهي والممارسات الاجتماعية
الهريسة هي نوع من التوابل المصنوع من معجون الفلفل الأحمر، وهي جزء لا يتجزأ من المؤونة المنزلية ومن تقاليد الطهي والطعام اليومية للمجتمع التونسي، وتتولى نساء الأسرة أو الجارات في العادة مهمة تحضير الهريسة في جو تسوده البهجة. ويُزرع الفلفل الأحمر وفقاً لتقويم زراعي يحظر زراعة البذور خلال بعض الفترات التي يعتبر أنها تجلب النحس. ويجري تناقل المعارف والمهارات المرتبطة بزراعة الفلفل الأحمر بين المزارعين المحليين كما تُنقل عن طريق المدارس والمعاهد الزراعية.
الكويت: برنامج السدو التعليمي – تدريب المدرِّبين على فن النسيج
أعدت جمعية السدو البرنامج التعليمي “تدريب المدرِّبين على فن النسيج” بالتعاون مع التوجيه العام للتربية الفنية في وزارة التربية من أجل إذكاء الوعي بشأن نسيج السدو التقليدي بين الأجيال الشابة في الكويت. وأُعدَّ منهجٌ وطنيٌ فضلاً عن حلقات عمل لمساعدة المعلِّمين على تعلُّم تقنيات النسيج العصرية وكيفية نقل هذه الحرفة التقليدية إلى الطلاب. ولقي هذا البرنامج حماساً كبيراً بين الطلاب والمعلِّمين، وأتم الدورة التدريبية 30,959 طالب منذ إنشائه في عام 2018.