آخر خبرثقافة ومنوعات

عسلُ المانوكا صديق الصحة والبشر يقتلون النحل

الانسان يقتل النحل فيقتل مستقبل غذاءه

 روزيت الفار-عمّان … عسلُ المانوكا

في تقرير نشرته لمجلّة “ناشونال جيوغرافيك بتاريخ 22/1/2021” فإنّ التّهديد بزوال بعض الأنواع من النّحل بدا مقلقاً منذ تسعينات القرن الماضي وبلغت نسبة انقراض النّحل اللّازم لعمليّة التّلقيح، بما فيها نحل العسل، حوالي 25%. وحدث ذلك بين الأعوام 2006-2015، إذ أنّ معظم ال20,000 من أنواع النّحل يقوم بتلقيح 85% من محاصيل الغذاء والفاكهة الّتي نتناولها وهو بالتّالي وسيلة غير مباشرة لكنّها أساسيّة لغذاء البشر.

ونشاهد انحداراً في عدد من أنواع النّحل في معظم القارّات عدا استراليا ونيوزيلندا. فخلال النّصف الثّاني من القرن الماضي وبسبب النّهضة الزّراعيّة لاحظنا هجرة واسعة لبعض أنواعها وفقدانها لموطنها الأصليّ، كما وتمَّ قتل الكثير منها بواسطة المبيدات الحشريّة والعشبيّة الّتي استخدمت أيضاً لإتلاف نباتات كانت تشكّل غذاءً للنّحل المتواجد هناك؛ دون وعي للأضرار المترتّبة علي عمليّة الرّش. كذلك أجبرت درجات الحرارة المرتفعة بعض الأنواع على الرّحيل. وكان لإدخال أنواع جديدة من النّحل لتقوم بالتّلقيح عوضاً عن الأنواع الأصليّة المُقيمة، أثر في نقل أمراض وأوبئة لها كانت قد جلبتها الأنواع الدّخيلة معها. وكانت تعتبر تحدّياً للنّحل المقيم في منافسته على غذائه.

لمملكة النّحل نظام فريد؛ حيث يقتصر دور الملكة على وضع البيض وهناك النّاقلات الّتي تذهب لجمع الرّحيق بلسانها الّذي يكون على شكل أنبوب طويل والّذي بواسطته يتمّ نقل الرّحيق والاحتفاظ به داخل المعدة الثّانية (الحوصلة) لتعود بعد 30 دقيقة للخليّة وتفرغه بفم نحل آخر ليمضغه ويفرز أنزيمات خاصّة تحوّله من رحيق إلى عسل. لكنّه يكون عندها مختلطاً بنسبة عالية من الماء تصل إلى 70% ولا تتجاوز نسبة العسل فيه ال20%، ممّا يستدعي إخراجه من فمه ووضعه داخل حجرات الخليّة؛ لتقوم حينها المساعدات بخفق أجنحتها الشّفّافة فوقه لتجفيفه وتهويته، ويأتي بعدها دور مجموعات أخرى تفرز طبقة الشّمع الصّلبة لتغطيته بهدف حمايته من التّلوّث.

يأتي العسل على شكلين: الطّبيعي أيّ الخام Raw Honey أو المبستر Pasteurized. وممّا لا شكّ به أنّ النّوع الأوّل هو الأفضل، لأنّ عمليّة البسترة الّتي تشمل التّعريض للحرارة المرتفعة في إحدى مراحلها؛ تفقد العسل مزاياه الطّبيعيّة ويصبح بمثابة شراب السّكّر العادي.

وهناك عوامل أساسيّة في تحديد نكهة ولون وخصائص أنواع العسل منها: نوع الزّهر الّذي أُخذ منه الرّحيق ومكانه، وكيفيّة وزمن حصاده. وهناك عسل الحمضيّات والسّدر والنّخيل والكثيرغيرها، غير أنّ عسل المانوكا يبقى الأكثر شهرة Manuka Honey.

لماذا؟

في تقرير لموقع Webmed الطّبّي بتاريخ 20/2/2021. ذكر بأنّ أشجار المانوكا تنمو فقط في أستراليا ونيوزيلاندا وتُعرف بالاسم العلمي Leptospermum Scorparium. ويعتبر هذا النّوع؛ من أفضل أنواع العسل على الإطلاق وأغلاها ثمناً نظراً لخصائصه الصّحّيّة ومحدوديّة أماكن مصادره وصعوبة حصاده.

أهمّ مكوّناته هي مادّة Methylglyoxal ونختصرها MGO والّتي يتمّ تحويلها من مادّة أخرى هي Di-hydroxyl-acetone ومختصرها DHA الّتي يتركّز تواجدها برحيق أزهار تلك الأشجار. ولهاتين المادّتين خصائص في تعزيز الجهاز المناعي عند الأشخاص وتقويته بما يجعله قادراً على انتاج الأجسام المضادّة للبكتيريا والفيروسات الّتي تهاجمه. فهي تعمل كAntibiotic and Anti-inflammatory medication  في محاربة الأمراض والإلتهابات الّتي تسبّبها تلك الأحياء السّامّة، وأهمّها أمراض الحساسيّة صعبة الشّفاء.

ولمادّة الMGO في العسل مستويات أو درجات مختلفة من التّركيز تتراوح بين 20-800، يزداد تأثيره النّافع وثمنه بارتفاع هذه المستويات. وتقوم مؤسّسة UMF النّيوزيلنديّة بإعطاء شهادات ترخيص له طبقاً لنظام تصنيف خاص بها.

يحتوي العسل -ومنه المانوكا- على 50% من سكّر الفواكه (الفركتوز) و50% غلوكوز؛ ممّا يخفّف من عمليّة إنقاص الوزن. غير أنَّه بالمقابل غنيّ بفيتامين “B” وبعض العناصر والمعادن كالمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم وغيرها.

وخلافاً لبقيّة الأنواع من العسل الّتي تحتوي على أحماض أمينيّة قد تُزعج الجهاز الهضمي، فإنّ عسل المانوكا يفيد في علاج أمراض هذا الجهاز كالقرحة والجرثومة الحلزونيّة وجرثومة المعدة والكانديدا المسبّبة للفطريّات، والحموضة. عدا عن فوائده الملموسة عند استعماله كمرهم يدهن به الوجه لعلاج حب الشّباب وشفاء الجروح وفي تخفيف التهاباتها. كما أنَّ له مساهمات في محاربة بعض أنواع السّرطانات حيث أصبح الآن توجّه كبير نحو استخدامه لتجنّب المرض الخبيث أو للتّعافي منه.

لعسل المانوكا ملمس مرهميّ يميّزه عن بقيّة الأنواع ويحوي بداخله حبيبات تدلّ على وجود مادّة الMGO. ويفضّل حفظه بدرجة حرارة طبيعيّة لا تزيد عن 25 درجة مئويّة.

*وللأمانة العلميّة لم أعثر في عمليّة بحثي حول هذا الموضوع؛ عن دراسات أو نتائج أبحاث علميّة صادرة عن مختبرات لجامعات أو عن مراكز بحوث علميّة مشهورة تثبت صحّة أو دقّة هذه المعلومات؛ غير تلك الّتي وردت بالمقال. فالقرار بالنّهاية يعود للتّجربة والخبرة الشّخصيّة أو لقناعة الفرد ذاته.

نتمنّى الصّحّة للجميع.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button