موسكو نائلة زيدي
قمّة طهران الثلاثية التي تُعقد هذا الثلاثاء في العاصمة الايرانية وتضم رؤساء ايران وروسيا وتركيا في إطار قمم ” استانة” ستبحث في “خفض التوتر في سوريا وإدارة الأزمة الأمنية بين انقرة ودمشق ” وكذلك ملفي الحرب الاوكرانية والاتفاق النووي، كما ان طهران تستقبل في اليوم نفسه وزير الخارجية السورية د. فيصل المقداد كي يكون على إطلاع مُباشر على أعمال القمة التي يبدو واضحا أنها ستكون أول رد على جولة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة رغم التقارب الأميركي التركي الذي حصل بعد موافقة أنقرة على انضمام فنلندا والسويد الى حلف شمال الاطلسي. وهو تقارب ما زال مشروطا ذلك ان الرئيس رجب طيب أردوغان قال في الساعات الماضية إنه قد يتراجع عن قراراه هذا في حال لم تُلبَّ شروطه ومطالبَه.
ووفق يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فان القادة الثلاثة سيوقّعون بيانا مُشتركا في طهران، وذلك في أعقاب إعلان القدس الذي وقّعه الرئيس بايدن مع المسؤولين الاسرائيليين وكذلك بعد اجتماعه في السعودية بقادة مجلس التعاون الخليجي اضافة الى مصر والاردن والعراق. ومن المتوقّع بالتالي أن يكون في البيان دعمٌ لإيران التي صب بايدن جزءا من هجومه الكلامي عليها من القدس والسعودية.
وقال أوشاكوف إنّ “الولايات المتحدة وحلفاءها، لم يفوا في خلال العام الماضي، بالتزاماتهم حيال إعمار البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية الأساسية في سوريا وتخفيف العقوبات، على الرغم من التوصل إلى تفاهمات حول هذا الشأن منذ عام، وإنهم يواصلون تسييس موضوع تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إن “عودة اللاجئين السوريين إلى بيوتهم ومدنهم تساعد في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في سوريا، وإن هذا ما سنناقشه يوم غد، وقد بذلت إيران مساعي سياسية كبيرة لإزالة قلق أنقرة التي كانت حتى فترة قريبة تشير الى احتمال قيامها بعمليات عسكرية بعمق 30 كلم في الأراضي السورية، وبدلاً من الذهاب إلى الحرب، ومشاهدة موجة جديدة من النزوح في سوريا، يجب حلّ هذه المشكلة وفصلها عبر السبل السياسية”.
وكشف عبد اللهيان أنه “خلال الزيارة التي قمت بها مؤخراً الى أنقرة ودمشق، كنت أحمل رسالة من الرئيس الإيراني من أجل إدارة الأزمة الأمنية القائمة بين البلدين”
المعروف أن اردوغان الذي كان قد أعلن قبل فترة عزمه على القيام بعمليات واسعة داخل الأراضي السورية بذريعة اعادة أكثر من مليون لاجيء سورية الى منطقة عازلة، لم يقل حتى الان أنه تراجع عن هذه الخطوة رغم لقاءاته العديدة مع مسؤولي إيران وروسيا في الفترة السابقة، ورغم تحفظ موسكو وواشنطن على هذه العملية العتيدة.
ولذلك ربما ذكّر مساعد الرئيس الروسي موقف بلاده الرافض لاي عملية عسكرية في الشمال السوري، وقال: ” إن موقف روسيا ثابت وهو أننا نعارض أي أعمال تنتهك المبدأ الأساسي للتسوية السورية، المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي قرارات صيغة أستانة، لان هذا يتعلّق باحترام سيادة الأراضي السورية ووحدتها وسلامتها ” وأيّد “إنهاء آلية المساعدات الأممية إلى سوريا عبر الحدود، نظراً لأنها تنتهك سيادة سوريا”.
اضاف:” بالنسبة إلى خطط تركيا للقيام بعملية جديدة ضد التشكيلات الكردية في شمال سوريا، فمن الطبيعي أن تُناقش هذه المسألة، ونحن نرى أنّ آلية المساعدات عبر الحدود إجراء مؤقت وتدبير طارئ يجب إنهاؤه، نظراً لأنها تنتهك القانون الإنساني الدولي، والأهم أنها تنتهك السيادة السورية”.
القوات السورية وحلفاؤها كانت قد كثّفت عملياتها في الأيام القليلة الماضيةفي الشمال السوري، وهو ما اعتُبر رسالة واضحةالى الجانب التركي قبل قمة طهران، وكذلك فإن روسيا اتهمت “هيئة تحرير الشام” ( النصرة سابقا) بالتخطيط للقيام بهجوم بأسلحة كيميائية في ادلب ، وقال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة يفغيني غيراسيموف قوله يوم الخميس الماضي إن “الجبهة تخطط لتنظيم استفزاز عبر استخدام حاويات تحوي مواد سامة في إدلب وإلصاق الاتهام بالقوات السورية، وبحسب المعلومات التي تلقاها المركز الروسي للمصالحة من السكان المحليين، فقد قام مسلحو الجبهة بنقل حاويات بها مواد سامة إلى بلدتي احسم وبلشون في محافظة إدلب”.
كما اتهم هيئة “تحرير الشام” بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، عبر العديد من عمليات القصف التي طاولت مناطق في إدلب وحلب وحماة. وذلك فيما كان الطيران الحربي الروسي قد شنّ في الأيام الماضية هجمات على ما قال إنها نقاط وتحصينات تحت الأرض وورشة لتصنيع طائرات مسيّرة لارهابيين في إدلب.
ايران اسرائيل
في هذا الوقت تتوالى ردود الفعل الايراني على جولة بايدن واعلان القدس، وفي هذا السياق قال مساعد الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد صادق فضلي إن “الكيان الصهيوني لن يرى الاستقرار في بيته العنكبوتي الواهن وإن الهزيمة أو الانتصار لا يتحقّقان في الإعلام وإنما في الميدان، وان من يملك قُبة حديدية من زجاج سوف يرى عاقبة رميه الحجارة على الآخرين، فلن ينعم المُحتل بالهدوء في بيته العنكبوتي الهزيل”
كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قد أعلن أمس الأحد أن اسرائيل تُعدّ الجبهة الداخلية الاسرائيلية للحرب ضد إيران، مُعتبرا ” أن الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني في صلب الأمن القومي، وفي صميم استعدادات الجيش الإسرائيلي” لافتا إلى أن “هناك مجموعة متنوعة من الخطط العملياتية، وتخصيص العديد من الموارد، والحصول على الأسلحة المناسبة، والاستخبارات والتدريب”