إيران تُحذّر من حرب في المنطقة تُشبه الحرب الأوكرانية
بوتين في طهران الثلاثاء المقبل يلتقي رئيسي واردوغان
دبي- يارا نصّار
حذّر رئيس البرلمان الأيراني محمد باقر قاليباق، من وقوع حربّ في منطقة الشرق الأوسط تُشبه الحرب الأوكرانية، وقال : ” ان توسيع حلف شمال الأطلسي الناتو الى الشرق وتجاهل التحذيرات ( الروسية) أدى الى إشعال الحرب الأوكرانية، واليوم يحدث الخطأ نفسه في منطقة الشرق الأوسط والخليج الحساسة”
هذا التصريح للمسؤول الايراني ذي الخلفية العسكرية والموسوم بالتشدد، تتطابق مع التصريح الذي أدلت به الخارجية الايرانية قبل يومين قائلة :” إن خطط الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل لعقد اتفاق دفاع مُشترك مع دول عربية لن تؤدي الا الى مزيد من التوتر في المنطقة”.
قاليباف شنّ هجوما على الرئيس الاميركي جو بايدن مُتهِماً إياه ب ” تنفيذ مشاريع صهيونية ” وبأن كل زيارته الى الشرق الأوسط ” جاءت بتخطيط صهيوني كامل” مُحذِّراُ من ان “تحوّل أميركا الى مُنفِّذ للسياسات الإسرائيلية في المنطقة خطأ تاريخي واستراتيجي يرتكبه الرئيس الأميركي وهو ما يعود على إدارته بالضرر أولاً”. كما حمّل الادارة الاميركية مسؤولية “العجز عن اتخاذ القرار الصحيح في هذه المرحلة”، خصوصا أنها لم تبد الحد الأدنى من العقلانية في المفاوضات النووية”
وختم رئيس البرلمان الايراني مُهدِّداً بأن بلاده “لن تتهاون في الدفاع عن المنطقة أمام أي مؤامرة أو محاولة لزعزعة استقرارها”
الخارجية الايرانيةجدّدت بدورها أيضا ولليوم الثاني على التوالي تحذيراتها، وقال الناطق باسمها ناصر كنعاني :” إنّ تأكيد الرئيس الأميركي على استمرار الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية يتناقض مع إبداء أميركا الرغبة المستمرة لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 وهو يأتي في إطار سياسة الضغوط القصوى الفاشلة ، و إنّ الإدارة الأميركية الراهنة وعلى الرغم من شعاراتها ومزاعمها بشأن العودة إلى الاتفاق النووي والتعويض عن أخطاء الإدارة السابقة، فإنها للأسف على أرض الواقع تواصل العقوبات والضغوط الاقتصادية وإنّ ما طرحه بايدن في مقاله في صحيفة الواشنطن بوست ضد إيران يتنافى مع حديثه عن السعي لإيجاد شرق أوسط مستقر وآمن”.
كان بايدن قد أكد في مقاله للواشنطن بوست يوم السبت الماضي أن إدارته “ستُواصل إدارتي زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتّى تصبح إيران مستعدّة للعودة إلى الامتثال للاتّفاق النووي لعام 2015”. مُعتبراً أن الشرق الأوسط بات أكثر استقراراً وأماناً ممّا كان عليه” عندما تولّى الرئاسة الأميركيّة في يناير/كانون الثاني 2021. وأشار خصوصاً إلى تحسّن العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربيّة،مؤكدا إنّ إدارته تعمل على تعميق هذه العمليّة وتوسيعها”.
رأي سعودي: خلافاتنا مع بايدن صارت خلفنا
واليوم كتب عبد الرحمن الراشد، وهو من الاعلاميين والكتّاب السعوديين البارزين والمقرّبين من السُلطة،مقالا في صحيفة ” الشرق الأوسط” نفى فيه ان يكون الديمقراطيون الاميركيون أعداء للسعودية، وفنّد علاقة كل الرؤوساء الاميركيين الديمقراطيين السابقين مع العرش، وختم مقاله بالتفاؤل بنتائج زيارة بايدن قائلا : “في تصوري أنَّ بايدن، الذي تبقَّت في رئاسته فترة أكثر من عامين، ليست بالقصيرة، سيكون واقعياً وإيجابياً في علاقته، رغم التيارات التي تريد دفعه بالاتجاه المعادي للمملكة. والمقال الذي كتبه في «الواشنطن بوست»، خطوة غير مألوفة، يوضح فيه رؤيته للعلاقة مع المملكة، يعطي مؤشراً جيداً على أنَّ أزمة العلاقات باتت خلفنا، في انتظار ما سيدور في اللقاء الثنائي بينه والقيادة السعودية. ومن المنتظر، أيضاً، أن ينهي بايدن المواقف والقرارات السلبية ضد المملكة خلال فترة ترمب ومطلع رئاسته، في مجال التعاون العسكري في حرب اليمن، واستهداف أشخاص سعوديين بالقوائم، ومحاولات ملاحقة مؤسسات سيادية سعودية في المحاكم الأميركية وغيرها التي لا تتَّفق ووجود علاقة قوية بين البلدين”.
وفي سياق الاصطفافات بين المحاور الاقليمية والدولية، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن إيران “تستعد لتزويد روسيا بعدة مئات من الطائرات المسيرة، منها طائرات ذات قدرة على حمل أسلحة”، وذلك ردّا على المساعي الأطلسية لرفع عدد وجهوزية الطائرات المُسيرة الاوكرانية ضد القوات الروسية.
تبقى الاشارة مُهمة الى ان بايدن الذي يزور الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ تولّيه الرئاسة، سيكون أول رئيس أميركي ينتقل بطائرته مُباشرة من اسرائيل الى السعودية واعدا بتعزيز علاقات التطبيع والتعاون الاسرائيلية العربية، لكن نجاح أو فشل زيارته الى المملكة يبقى مرهونا بلقائه وكيفية تعامله مع الرجل القوي في المملكة الأمير محمد بن سلمان، فعلى ضوء هذا اللقاء وحده سيتحدّد الكثير من أسباب نجاح أو فشل هذه الزيارة التي يحتاجها بايدن أكثر من أي وقت مضى خصوصا في مجال النفط والتحالفات المطلوبة على ضوء الحرب الاوكرانية واقفال أنابيب الغاز الروسي الى الغرب الاطلسي قريبا.
بوتين في ايران