ايران والسعودية تُعيدان السفارتين قريبا، وانفراجات نووية
الكاظمي وبوريل نجحا في الحلحلة
بغداد اسامة السامرّائي
كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانيةسعيد خطيب زاده صباح اليوم الاثنين أن موعدا قريبا سيُحدّد لاطلاق الجولة الجديدة من المحادثات الايرانية السعودية على ان تبدأ بعد ذلك وفود فنيّة ايرانية وسعودية بمعاينة سفارتي البلدين المُغلقتين منذ نحو 6 سنوات تمهيدا لاعداة فتحهما. وقال إن أحد اهداف زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى طهران مرتبطٌ بهذه المباحثات، خصوصا ان بغداد كانت قد استضافت منذ العام الماضي معظم الجولات السابقة بين الجانبين.
الكاظمي كان قد زار أيضا السعودية بعد إيران، وذلك بعد ان كانت الوفود الأمنية بين الجانبين الايراني والسعودية اتفقت في جولة سابقة على بعض التفاصيل بغية ازالة آخر العقبات أمام اعادة فتح السفارتين.
قال زاده: “إن الرياض مستعدة لرفع مستوى المباحثات مع طهران إلى الدبلوماسيين في بغداد وكذلك استئناف التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.وان الحوار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية الذي سوف ينعقد قريباً في بغداد على مستوى دبلوماسي يخدم مصلحة جميع دول المنطقة وقد ناقشنا مع الكاظمي المستجدات الأخيرة في شمال العراق وسوريا وأكدنا أن الحرب والعمليات العسكرية لن تؤديا إلى السلام، كما تناولنا في هذه الزيارة العلاقات الثنائية بين البلدين، الاقتصادية والسياسية، وتوصلنا إلى اتفاقات جيدة”
هذه الأجواء الايجابية على المستوى السعودي الايراني، تترافق مع انفراج ايراني دولي أيضا في سياق الملف النووي، حيث كشف أيضا المتحدث الايراني اليوم أن المفاوضات النووية ستُستأنف هي الأخرى في خلال الأيام المُقبلة، وسوف يُتخذ القرار في الساعات القليلة المُقبلة على ان يتم تحديد المكان والزمان بشأن ذلك،
ويبدو ان جهود مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزف بوريل قد أثمرت انفراجاً وهو ما دفع اسرائيل الى رفع الصوت وتوجيه اتهامات للمسؤول الاوروبي بأنه أعطى شيئا من الأوكسيجين لطهران. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية اليوم إن بوريل “بذل جهوداً جادة لاستمرار المفاوضات، ونقدر دور الاتحاد الأوروبي وبوريل لتسهيل ذلك وان الجانبين بحثا مختلف أبعاد المفاوضات واستمرارها ، وانم تم الوصول الى إلى تفاهمات في المضمون والشكل حول المفاوضات”.
لكن المسؤول الايراني الذي كشف ان بوريل نقل رسائل من واشنطن، كرّر بالمقابل ربط التوصل إلى اتفاق بأن “تثبت الإدارة الأميركية عمليا تخطيها تركة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي قرر الانسحاب من الاتفاق النووي في العام 2018، وبأن المفاوضات المُقبلة مع واشنطن ستكون أيضا على نحو غير مُباشر وتركّز على الخلافات المتبقية لرفع العقوبات ولن تشمل الابعاد النووية وان الكرة الآن هي في الملعب الاميركي “
وقال زاده إن “الأميركيين تعهدوا بتنفيذ كل ما ينص عليه الاتفاق النووي والقرار 2231 ، وضمان الانتفاع الاقتصادي الكامل من الاتفاق لإيران”.
ويجري البحث حاليا في امكانية ان تكون قطر هي مكان المحادثات المُقبلة النووية، خصوصا ان بوريل أوضح صراحة أنّ الجولة المقبلة لن تُعقد في فيينا لأنها لن تكون في إطار مجموعة 4+1 المنخرطة في الاتفاق النووي، وانما ستكون بين طهران وواشنطن وقد تنعقد في دولة خليجية.
ورغم تشديد بوريل على حسن نوايا الطرفين، الا انه حافظ على شيء من التشاؤم الواضح بقوله :” إننا نتحدث حاليا عن مشكلات سياسية. في البعدين الاقتصادي والفني، أنا أتصور أن هناك اتفاقا، لكن في نهاية المطاف هناك تحفظات سياسية. وأنا لا أستطيع التكهن كيف ومتى ستتغلبان عليها”.
يترافق كل ما تقدّم مع الجولة الهامة التي أنهاها قبل أيام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى كل من مصر والاردن وتركيا، وهو ما يُشير الى رغبته بتبريد كل الجبهات الخارجية وتعزيز الانفراجات والعلاقات الدبلوسية، كما يترافق مع تصعيد على خط طهران وحزب الله مع اسرائيل وانسداد مُريب في الملف السياسي العراقي، وكل ذلك يسبق خصوصا الانتخابات التشريعية النصفية الاميركية التي قد تُعيد الجمهوريين بقوة الى مجلس النواب ما يُشكّل ليس فقط شللاً لمعظم مشاريع وتشريعات ادارة جو بايدن، ولكن أيضا للمفاواضات النووية برمّتها. لذلك يبدو ان مصلحة طهران وواشنطن الآن الافادة قدر الامكان من الوقت الضائع للوصول الى اتفاق اذا كانا فعلاً يُريدان ذلك.