اليونسكو: الفتيات تفوّقن على الفتيان، والسعودية والمغرب مثال
باريس ميراي حدّاد
خبرٌ مُفرحٌ للنساء، وربما يُفرح أيضا الرجال الذين يؤمنون بحق المرأة في التعلم والتقدم والمساواة، فقد صدر أمس تقرير جديد لمنظمة اليونسكو العالمية، يؤكد تقلّص الفجوة بين الجنسين، لا بل يذهب أبعد من ذلك في الحديث عن تفوّق الفتيان على الفتيان في مجالات الرياضيات والقراءة والتعلّم، وكان لافتا أن هذا الأمر يبرز في عدد من الدول العربية وفي مقدمها المملكتين السعودية والمغربية.
ويقول التقرير : ” بينما تؤدي الفتيات أداءً جيداً في مجالَي الرياضيات والعلوم، يُعتبر أداؤهنّ أفضل في مجال القراءة. ويفوق عدد الفتيات اللاتي يصلن إلى الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة عدد الفتيان الذين يصلون إلى هذا المستوى. وتشهد المملكة العربية السعودية الفجوة الأكبر في مجال التعليم الابتدائي، إذ إنّ 77% من الفتيات يصلن إلى الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة في الصف الرابع، مقابل 51% فقط من الفتيان”
يشرح التقرير المتعلّق برصد التعليم بأنّ الفجوة بين الجنسَين في مجال الرياضيات، والتي تُرجّح الكفة لصالح الفتيان في المراحل المُبكّرة، تتلاشى تدريجياً. ما يدفع الى التفكير بعُمق في مسألة عدم المساواة بين الجنسين والعقبات التي لا تزال تمنع الفتيات من تحقيق إمكانيّاتهن.
ويؤكد هذا التحليل أنّ الفجوة بين الجنسَين في مجال التعلّم تقلّصت حتى في البلدان الأشدّ فقراً. وتشهد بعض البلدان انعكاساً في الاتجاهات السائدة، إذ تُرجِّح الفجوة الكفّة اعتباراً من الصف الثامن لصالح الفتيات في مجال الرياضيات، وذلك بما مجموعه 7 نقاط مئوية في ماليزيا، و3 نقاط في كمبوديا، و1.7 نقاط في الكونغو، و1.4 نقاط في الفلبين.
ومع ذلك، لا يخلو الأمر من احتمالية تأثير التحيّزات والقوالب النمطية في نتائج التعلّم. فعلى الرغم من أنّ الفتيات يلحقن بالركب في مجال الرياضيات في مرحلتي التعليم الابتدائي الأعلى والثانوي، فمن المرجح أن يمثل الفتيان النسبة الأكبر ضمن أصحاب الأداء الأعلى في الرياضيات في جميع البلدان.
في البلدان المتوسطة والمرتفعة الدخل، تُحقّق الفتيات في المدارس الثانوية نتائج أفضل بكثير في مجال العلوم. على الرغم من هذا التفوّق، لا يزال احتمال انخراط الفتيات في المهن العلميّة ضئيلاً، الأمر الذي يشير إلى احتمالية استمرار التحيزات الجنسانية في عرقلة سعيهنّ إلى مواصلة التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
أداء الفتيات يفوق أداء الفتيان في القراءة
ويفوق أداء الفتيات أداء الفتيان في القراءة بنسبة 18 نقطة في تايلاند، وبنسبة 11 نقطة في الجمهورية الدومينيكية، وبنسبة 10 نقاط في المغرب. وحتى في البلدان التي تتساوى فيها الفتيات مع الفتيان في مستوى القراءة في الصفوف الأولى، مثل ليتوانيا والنرويج، فإنَّ هذه الفجوة التي في صالح الفتيات تتفاقم لتبلغ 15 نقطة مئوية في عمر الخامسة عشرة.
وتقول إحدى مؤسسي صندوق ملالة، ملالة يوسفزاي: “تثبت الفتيات جودة أدائهنَّ في المدرسة عندما يتمكَّن من الانتفاع بالتعليم، ولكن هناك العديد من الفتيات، ولا سيما اللواتي ينتمين إلى الفئات الأكثر حرماناً، لا يحصلن على أي فرصة للتعلُّم. وعلينا ألا نخشى هذه الطاقة الكامنة لديهنَّ، بل ينبغي لنا أن نعززها ونراقب تطورها. وهناك مثال يفطر القلب حيث لا تحظى معظم الفتيات في أفغانستان بفرصة تخولهنَّ إظهار مهاراتهنَّ للعالم”.
ويقول مدير تقرير اليونسكو العالمي لرصد التعليم، مانوس أنطونينيس: “لقد أتاحت الإصدارات الأخيرة وضع تصور شبه شامل للفجوات بين الجنسين في نواتج التعلُّم قبل تفشي الجائحة تماماً، وذلك على الرغم من الحاجة إلى المزيد من البيانات. وتتقدم الفتيات على الفتيان في مجالي القراءة والعلوم، ولكننا نرى أنَّ أوجه التحيز والقوالب النمطية لا تزال تعوق استمرار الدراسة ولا سيما في مجال الرياضيات. ويتوجب علينا تحقيق المساواة بين الجنسين في التعلم وضمان إطلاق الطاقة الكامنة لدى كل دارس”.