ميراي حدّاد -باريس:
فاز الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية اليوم الأحد بنسبة 57،6 % مقابل أقل من 43 % لمنافسته السيدة مارين لوبن. ما يعني أن فرنسا دخلت مرحلة حرجة في حاضرها ومستقبلها السياسيين، ذلك أن الانتخابات التشريعية التي تجري يومي 12 و19 حزيران يونيو المقبل، قد تُفسح في المجال أمام معارضة شرسة لعهد ماكرون بدأت بواكيرها بالظهور أمس في خطابي لوبن التي اعترفت بهزيمتها ورفعت سقف التحديي بعد ان حقّقت نصراً تاريخيا لتيّارها، وكذلك جان لوك ميلانشون رئيس حزب ” فرنسا المتمرّدة” الذي شمّر عن ساعديه مُجددا لمعركة الانتخابات التشريعية.
أول خطابات ما بعد اعلان النتائج جاء على لسان مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، التي قالت انها تقبل بنتائج الصناديق لكنها تحدثت عن ” طرق غير شرعية” حصلت، وأكدت أن النتائج التي حصلت عليها ” تعني أن ملايين الفرنسيين اختاروا أفكارنا، كما تعني انعدام الثقة بمسؤولينا في فرنسا والمسؤولين الاوروبيين”، واضافت :” ان المعركة مُستمرة وان الموعد سيكون في الانتخابات التشريعية ” واعدة بفوز ساحق فيها ومعارضة شرسة للعهد الماكروني المُقبل.
والواقع أن في ما تقوله لوبن بعضاً من الحقيقية في ما يتعلّق بنتائجها، ذلك أن هذه أفضل نتيجة يحصل عليها حزب اليمين المتطرف في الجمهورية الخامسة، لا بل في كل التاريخ الفرنسي منذ بدأت فرنسا بمسيرة الاقتراع والانتخاب. وهو ما يجعلها رقما صعبا في المُستقبل.
وثاني الخطابات ألقاه رئيس حزب فرنسا المتمردة جان لوك ميلانشون ( الذي وصل الى المرتبة الثالثة في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية)، فبدأه بالاعراب عن سعادته بهزيمة مارين لوبن التي قال :” ان فرنسا رفضت أن تسلّمها مستقبلها وهذا أمر جيد” ثم هاجم ماكرون قائلا :” ان النتائج التي حصل عليها هي الأسوا في كل انتخابات الرئاسة السابقة، وهو يسبح في محيط من الممتنعين عن التصويت” داعيا مناصريه لعدم الاستسلام والإنخراط بقوة في معركة الانتخابات التشريعية، مُذكّرا بالمشاريع المأساوية لماكرون وبينها وفق قوله رفع سن التقاعد 3 سنوات وعدم التحرك لحماية البيئة وهذه جريمة وزياد ساعات العمل لمتواضعي الحال وغيرها.
أما المُرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية إريك زمور والذي ينتمي أيضا الى اليمين المتطرف، فهو دعا الى مواجهة ماكرون ولكن أيضا ميلانشون وفريقه اليساري الاسلامي وفق ما قال، داعيا الى وحدة ” الكتلة الوطنية ” اليمينية لمواجهة الطرفين في الانتخابات التشريعية.
الواقع أن نسبة الامتناع عن التصويت كانت عالية جدا في الانتخابات الرئاسية، حيث كادت تُقارب ثلث الفرنسيين، ما يعني أنها من بين الاعلى منذ العام 1969. واذا كان ماكرون قد فاز في انتخابات صعبة وفي مواجهة أكثر من خصم، الا أن ولايته الثانية لن تكون سهلة اذا لم يحقق فوزا مماثلا أيضا في الانتخابات التشريعية المُقبلة.
في جميع الاحوال، من الواضح أن فرنسا التي ودّعت في هذه الانتخابات تقليدها السياسي الذي طالما كان محصورا باليمين واليسار التقليديين، وشهدت انهيارا كبيرا لليسار التقليدي، تقف اليوم أمام واقع سياسي جديد غير مُحدّد المعالم، وسط تنافر داخلي كبير بين التيارات، وتقدّم اليمن المتطرف، وضبابية واضطرابات أوروبية وعالمية خصوصا بعد اجتياح الجيش الروسي لاوكرانيا.
كلّ شيء إذا سيتعلق بالانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو المٌُقبل، لمعرفة ، هل سيكون ماكرون مرتاحا في ولايته الثانية، أم ان انتصار خصومه سيكبّله ويفرض عليه حكومة تعايش صعبة. لكن أنصاره بدأوا باحتفالات عارمة معتبرين ان فرنسا ستُكمل مع رئيسها الشاب مشروعها الطموح في الداخل والخارج.
مرح إبراهيم يتساقط الثّلج بصمتٍ خلفَ نافذة الصّباح، ويغزو الجليدُ أرصفةَ الشوارع. تستغرقُ سكينةُ التأمّلِ…
Et si le maquillage n'était pas seulement une affaire de femmes ! Nadine Sayegh-Paris Même si…
ترجمة عن صحيفة هآرتس لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا…
ناقش ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الحادي عشر، الذي نظَّمه مركز الإمارات للسياسات، على مدار يومي…
Quand le changement de l’heure devient une affaire d’état ! Nadine Sayegh-Paris ‘Heure d’été’, ‘heure…
Guillaume Ancel ( كاتب فرنسي) ترجمة : مرح إبراهيم فاز دونالد ترامب فوزًا واضحًا،…