الخريطة السرّية التي حملها هوكشتاين الى لبنان
واشنطن-ديالا خوري
حصل موقع ” لعبة الأمم” على رسمٍ طبق الأصل للخريطة التي حملها رئيس الوفد الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ،آموس هوكشتاين، الى بيروت، والتي تنتظر الولايات المتحدة الاميركية الجواب النهائي من لبنان عليها. وهذه هي المرة الأولى التى تُنشر فيها هذه الخريطة.
يتضح من خلال الخريطة أن إسرائيل تحصل على كامل حقل كاريش، وانها تُقاسم لبنان في حقل قانا وأيضا في البلوك 8، وذلك بعد ادخال تعريجات على الخط 23 الذي كان لبنان قد اعترف به بلسان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب . لكن دبلوماسيا أميركيا قال :” ان هذا التقسيم مناسب تماما للطرفين، ذلك أنه يتوسط الخطين الاسرائيلي رقم 1 واللبناني رقم 23″ مضيفا أن معظم الاطراف اللبنانية قد توافق عليه خصوصا ان الاتصالات الاولى التي جرت مع السلطات اللبنانية أوضحت مرونة.
معروف ان في لبنان عوائق عديدة أمام تبني هذه الخريطة أولها أن موقف حزب الله منها ليس دقيقا، صحيح أن الحزب أعلن انه يقف خلف الدولة، لكنه سُرعان ما رفع الصوت مُحذّرا من التطبيع مع اسرائيل، ثم أن تبني أي خط رسمي يتطلب موافقة الحكومة ومجلس النواب اللبنانيين. كما ان بعض الاطراف اللبنانية ، وفق ما تقول مصادر أميركية، تعتقد أن مجرد موافقتها على هذا الترسيم يعني الحصول على رضى أميركي حيال عقوبات مفروضة عليها أو في طريق الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهو ما تستبعد الأطراف الأميركية حصوله، ذلك ان العمل القضائي في أميركا منفصل تماما عن الدبلوماسية. لكن المصادر نفسها ترى أن حلحلة الموقف اللبناني تعني تسهيل حصول لبنان على قروض ميسّرة من الصناديق الدولية وتشجيع دول عربية على العودة الى لبنان.
ويبقى السؤال هنا في واشنطن، هل أن الترسيم سيتم قبل نهاية عهد الرئيس ميشال عون أم بعده؟ والجواب الأول الذي يسمعه الاعلاميون عنها، هو أن احتمال حصول ذلك قبل انتهاء العهد ليس أمرا بسيطا خصوصا ان ثمة أطرافا لُبنانية أيضا قد تعيق ذلك لعدم تقديم هدية للرئيس عون والتيار الوطني.
معروف ان الرئيس عون كان قد جاهر بقبول لبنان الخط 23 لكن مسألة التعريج تحتاج الى دراسة متأنية والى تعديلات، كما ان الوفد العسكري الذي عمل طويلا وبدقة وحرفية لافتتين على الملف وفاوض الاسرائيليين وكان يضم أيضا بعض المدنيين وبينهم الخبير الدولي نجيب مسيحي أعلن مرارا اعتراضه على الخط 23 ويعتبر ان ذلك تسليم مجّاني لورقة لبنانية الى اسرائيل، ذلك ان اساس التفاوض كان الخط 29 القابل للنقاش وان بدء التفاوض من الخط 23 يعني تنازلا اضافيا.