كيف تجعل القراءة عادةً وعشقا؟

النص أدناه هو للكاتب الاسباني روديريغو لاستريتو. نقله الى العربية:
منعم بن دائخة.

كيف تقرأ الكتب؟ هل تعرف طريقة لخلق واقع يمكنك أن تقرأ فيه الكتب؟ كيف تتصرف مع كتاب غير ذي جدوى أو معدوم الفائدة؟ ما الذي يجعلنا متشبثين بالهاتف كلّ مرة حتى يضيع الوقت دون أن نكمل قراءة كتابٍ ما؟ أسئلةٌ نواجهها أثناء قراءة الكتب، وفي هذا المقال ثمّة مفاتيح أو أسس يمكن للقارئ أن يهتدي بمنارها ونورها ليخلق فرصةً، ومساحةً، وزمنا كافيا لقراءة الكتب، كمّا وكيفيّة. وهي أيضا نوع من النصائح التي تساعد القارئ ليضع جدولاً زمنيّا يريحه مع بداية هذا العام بغية قراءة جملة من الكتب ذات فائدة، دون أن يجد كللا أو مللا أثناء قراءتها.
١- أهداف واقعية.
إنه لحلمٌ بعيد المنال بالنسبة لمن يرغبون في قراءة أكثر من ١٠٠ كتاب في السنة، وعاجزين عن تخصيص أربع ساعات في اليوم لقراءة الكتب. إضافة إلى الاهتمام بالأسرة والدراسة والعمل، فإنّ التكنولوجيا زادت من تقسيم وتشتيت انتباهنا وتركيزنا لصالح مهام متعدّدة، مما زاد من التقليل منها بشكل ملحوظ. لذا، فإن المفتاح الناجع هو تحديد الأهداف بواقعيّة. كن صريحا مع نفسك بخصوص الوقت الذي يمكنك أن تقضيه في قراءة الكتب، واضعا جدولاً زمنيّا يمكنك الالتزام به، وتحديد الكتب المستهدف قراءتها. إذا كنت حديث عهدٍ بها، فكتاب واحد خلال شهر يعدّ طريقةً لابأس بها للشروع في القراءة.
٢- الصباح فرصةٌ سانحة لتعزيز عادة القراءة.
أظهرت دراسة أجريت في ٢٠١٧ أن المستويات المرتفعة من الكورتيزون “هرمون التوتر ضروري لعمليات التذكر والتعلم” في الصباح يساعد على خلق عادات جديدة. وأشارت مورين فورنييه وهي باحثة في جامعة  صوفيا أنتيبوليي في فرنسا وكاتبة هذه الدراسة إلى أن هذه ااتقنية قد لا تفيد مع الجميع؛ لأن مستويات الكوريتزون يمكن أن تختلف من شخص لآخر، لكنها   توصي بأن يشرع الناس في تكوين عادات مع حلول الصباح لا في الليل. إضافة إلى أنها نصحت بتكرار المهمة كل يوم في   السياق نفسه والاعتماد على “الأدلة” كوضع ملصقٍ أمام المرآة لتذكيرك بالقيام بالمهمة التي تريد أن تتعوّد عليها. في هذه الحالة يمكنك ترك كتابك جوار سريرك أو على منضدتك حتى تتمكن من رؤيته وقت الإفطار. ضع في الحسبان أنك في حاجة للاستيقاظ قبل نصف ساعة على الأقل لتتمكن من تخصيص وقت دون أن تكون في عجلةٍ من أمرك.
٣- إبعاد ما يشتّت الذهن والتركيز.
مع تحديد وقت القراءة فإنه عليك تخصيص مساحة تشعر فيها بالراحة. قد تبدو القراءة في السرير خيارا ممتعا، ولكن لعدم وجود وضعيّة مريحةٍ، يمكن أن تقع في الفخّ أثناء النوم. من الأفضل أن تختار مكان يمكن الجلوس فيه براحة وفيه إضاءة جيدة. يمكنك أيضا وضع كوب ماء كي تتنجب النهوض وتقطع قراءة الكتاب. تأكد من عدم وجود تلفزيون أو أي جهاز آخر بجوارك. أما الهاتف فهو الأمر المعقد في هكذا وضع. بداية، عليك التخلي عن عادة التّنقل اللانهائي بين التطبيقات والتي صُمّمت أساسا لتفعيل هرمون الدوبامين، فهو المسبّب الرّئيسي لحالة الإدمان. ربما لا يكون كافيا لدى البعض أن يضعوا هواتفهم في وضعيّة صامتة، أو على وضعية الطيران، أو فصلها عن الإنترنت، أو إيقاف تشغيلها إذا احتفظوا بها بالقرب منهم. يقول أستاذ الطب النفسي السريري بكلية الطب بجامعة كونتيتيكت ومؤسس مركز إدمان الإنترنت والتكنولوجيا، ديفيد جرينفليد، لوسائل الإعلام الأميركية، إن وجود الهاتف معنا يطلق العنان لهرمون الكورتيزول، لذا نشعر بالالتزام تجاه الهاتق فنظل متشبثين به، كي نتحقق منه على الدوام ظانّين أنّ ثمّة مهمّة عويصة يقع على عاتقنا حلّها!

٤- ضع هدفا.
لماذا تريد المزيد من القراءة هذا العام؟ لايتعلق الأمر بالقراءة لأجل القراءة، فينبغي على المرء أن يحدّد حافزا يرغّبه في الاستزادة من القراءة. وبالإضافة إلى مشاهدة الأفلام والمسلسلات، ينبغي أيضا التذكّر أنّ القراءةَ نشاط لا يكسب المعرفة فحسب، بل يعمل ويساعد كصمّام أمان، للتخفيف من حدّة التوتر من يوم لآخر.
ومع تحديد الهدف، كن صادقا بخصوص ما تريد قراءته. إذا كان المرء يتلذّذ بقراءة الكتب، فسيسهل عليه الاستمرار في هذه العادة. ومن المهم قراءة الكلاسيكيات، ثمّة من يهتمّ بكتاب ما؛ لأنه نال استحسانا وتوصيةً من صديق له، فينبغي التفكير أيضا أن الحياة أقصر من أن تقضيها في قراءة كتابٍ لا تحبّه. توصينا نانسي بيرل، وهي كاتبةٌ وصاحبة مكتبة ومراجعة للكتب، أنه إذا لم يُشرك الكتاب قارئه معه بعد قراءة نحو خمسين صفحة منه، فالكتاب ممّا لا يعوّل عليه ولا جدوى من قراءته كاملاً. لذا، لا تتذمّر من عدم إنهائك لقراءة كتابٍ لم ينل إعجابك، واغتنم الفرصة لاكتشاف قراءات جديدة.

٥ – المرونة.
يرى كثيرون أن قراءة الكتب الرقمية أو الاستماع للكتب الصوتية أمر ينتقص من قدر القراءة. ومع هذا، ولكي تتولد عادة القراءة الخاصة بك، فمن الأجدر أن تتكيف مع احتياجاتك وأنماط حياتك. فلتضع في الحسبان أن تخطو خطوة واحدة في كل مرة، والأهم هو ألا تستسلم على طول الطريق.

٦ – اقرأ مع الآخر.
يرى البعض أنّ طقوس القراءة يمكن أن تكون حميمية. ولكن، قد تقدم الشراكة حافزا إضافيا. التق بصديق لك واقرأ  الكتاب ذاته، أو انضم الى أحد نوادي القراءة، حتى مع ظروف الوباء الحالية، فثمة أندية تشارك عبر الواقع الافتراضي، وفي النهاية ناقش الكتاب مع صديقك، يمكن للمحادثة أن تغذّي رغبتك في الاستزادة من القراءة. أظهرت دراسة أجرتها جامعة كومبلوتنسي بمدريد أن فائدة القراءة الجماعيّة تساعد أيضا على فهم المحتوى وتشجّع على الإبداع.

-النصّ الأصلي بالإسبانية:
https://soybibliotecario.blogspot.com/2022/01/tipspara-hacer-de-la-lectura-unhabito

lo3bat elomam

Recent Posts

La télécommande, l’arme silencieuse du pouvoir domestique

La télécommande, l’arme silencieuse du pouvoir domestique Nadine Sayegh-Paris La télécommande n’est pas qu’un outil.…

2 weeks ago

معلومات جديدة عن اغتيال نصرالله

الشرق الاوسط كشفت تقارير إسرائيلية معلومات جديدة عن اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله»، السيد…

2 weeks ago

Le 1er mai, une fleur, une histoire !

Le 1er mai, une fleur, une histoire ! Nadine Sayegh-Paris Tout a commencé au Moyen Âge,…

2 weeks ago

ترامب-نتنياهو بعد سايكس-بيكو، فهل من مشروع عربي؟

سامي كليب لم يخف بنيامين نتنياهو يومًا أطماعه. عرضها بالتفصيل في كتابه "مكان بين الأمم".…

3 weeks ago

Pâques : un kaléidoscope de traditions en perpétuelle évolution !

Pâques : un kaléidoscope de traditions en perpétuelle évolution ! Nadine Sayegh-Paris La fête de Pâques…

4 weeks ago

La fragrance de la Mésopotamie qui a envoûté le monde entier !

La fragrance de la Mésopotamie qui a envoûté le monde entier ! Nadine Sayegh-Paris L’histoire des…

1 month ago