سامي كليب
هي حتماً عبادةُ الأصنام خصوصا في وطننا العربي، لم يتغيّر شيء منذ فجر التاريخ، فالشعوب التي كانت ترمي أولادَها ونساءَها أو تقدّم الأضاحي للصنم الحجري الذي صنعته بنفسها خشيةَ انتقامِه، أو للشمس أو القمر أو النهر أو أي حيوان مُفترس، هي نفسها التي تقدّم عرقَ جبينها وأجسادَها وكراماتِها للأصنام الجديدة، أكان حاكماً أو رجلَ دينٍ أو مالٍ أو جاهٍ أو سُلطةٍ أو رئيسَ عشيرةٍ أو قبيلةٍ أو حزبٍ أو ضابطَ أمن.
والصنمُ في عُرف الشعوب القابلة بالعبودية الطوعية، لا يخطئ، هو مُنزّه مهما فعل. غريبةٌ فعلا تلك الأدمغة التي لا ترى في صنمِها خطأ أو عيبا، وهو لا يختلف عنها بشيء سوى بما منحتهُ هي من سلطة حتى يدوس عليها، ويعطيها من فُتاتِ ما أعطته شيئا قليلا فتفرح وتُهلل للمُنقذ.
ينهارُ وطنٌ بكامله، لكن الصنمَ يبقى. تقتضي العبودية الطوعية البحث عن خصم لا مساءلة الحاكم او القائد أو الزعيم. الآخر دائما هو المخطئ لا الصنم. لا بأس أن تُنهب الأموال، وتُدمر مؤسسات الدولة، وتنهار العملة الوطنية، ويُفقدُ الدواء والأكل والماء، لا بأس أن يموت الناس على أبواب المستشفيات، ويُطمرُ الشعب بالنفايات، وتنقطع الكهرباء. لا شك أن الصنم سيحلّ المشاكل عاجلا أم آجلا، لا بأس ألاّ يكون ثمة عاجل ولا آجل، فالصنم يتمتع بحسن البصيرة، وشيمة التبصّر، وحكمة الانتظار.
كم كان المُفكّر الموسوعي محمد عابد الجابري على حق حين قال:” إن المسلمين بدأوا يتأخرون حينما بدأ العقل عندهم يقدم استقالته، حينما أخذوا يلتمسون المشروعية الدينية لهذه الاستقالة، في حين بدأ الأوروبيون يتقدمون حينما بدأ العقل عندهم يستيقظ ويساءل نفسه”، ويمكننا أن نضيف في لبنان الى المسلمين أيضا المسيحيين، فمصيبة الوطن أن القسمَ الأكبر من أبنائه ما زال يُقدّس الصنم لا الوطن.
يقول دو لا بويسي ” هناك ثلاثة أنواع من الطغاة، فالبعض الأول يسود عبر انتخاب من الشعب، والبعض الآخر بقوة السلاح، أما البعض الأخير فبالتوالي الوراثي. أما الذين اغتصبوا السلطة بقوة السلاح فيتصرفون بها كأنهم في بلاد قاموا بغزوها. وأما الذين ولدوا ملوكا فليسوا على العموم أفضل مطلقا، فالذين ولدوا وترعرعوا في حضن الطغيان، يرضعون الطغيان طبيعيا مع الحليب، وينظرون إلى الشعوب الخاضعة لهم نظرتهم إلى عبيد بالوراثة. ويتصرفون بالمملكة وفقا لطبعهم الغالب – بخلاء كانوا أم مبذرين – مثلما يتصرفون بإرثهم”
لو كان الأديب الفرنسي الشهير على قيد الحياة اليوم، لأدرك أننا في عدد من الدول العربية، ابتُلينا منذ فجر الاستقلال وقبله بهذه الأنواع الثلاثة، وما زال الناس يقدّسون الصنم لا الوطن. وفي هذا مصيبةٌ كأداء، لا حلّ لها الا بإعادة انتاج عقلٍ عربي جديد، حين يقرّر المُفكّرون والكتّاب والاعلاميون ( لكونهم قادة رأي ) أن وطَنَهم أهم من الارتزاق على أبواب الأصنام.
Nos amis les animaux, une histoire vieille comme le monde ! Nadine Sayegh-Paris Les animaux…
La télécommande, l’arme silencieuse du pouvoir domestique Nadine Sayegh-Paris La télécommande n’est pas qu’un outil.…
الشرق الاوسط كشفت تقارير إسرائيلية معلومات جديدة عن اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله»، السيد…
Le 1er mai, une fleur, une histoire ! Nadine Sayegh-Paris Tout a commencé au Moyen Âge,…
سامي كليب لم يخف بنيامين نتنياهو يومًا أطماعه. عرضها بالتفصيل في كتابه "مكان بين الأمم".…
Pâques : un kaléidoscope de traditions en perpétuelle évolution ! Nadine Sayegh-Paris La fête de Pâques…