بانتظار السبت الحاسم، مبروك للجزائر
المُحرّر الرياضي-لعبة الأمم
نام الجزائريون ومعهم قسم كبيرٌ من العرب على فرحة الرياضة، بعدما عزّ الفرح في الليل العربي القاتم. كيف لا يفرحون حتى النشوة، وقد تأهل فريقهم الوطني لكرة القدم إلى نهائي كأس العرب 2021 بعد انتصاره على فريق قطر الذي لعب بجودة عالية أيضا في نصف نهائي المنافسة.
كانت سيطرةُ “أشبال بوقرة ” كبيرة في الشوط الأول رغم أنهم ضيّعوا عددا لا بأس به من الفرص لتسجيل أهداف أكثر، كذلك كانت مهارات الفريق القطري كبيرة خصوصا في اعتماده على تكتيك خاص يبدأ بالدفاع ثم يرتد في هجمات قاسية ضد الفريق الجزائري بمهارات عالية ظهرت تحت أقدام معتز علي وأكرم عفيفي.
الفريق الجزائري المُنتشي بأنتصاره على جاره فريق المملكة المغربية قبل أيام، أدرك منذ اللحظات الأولى أنه أمام فريق صعب ومتقن التدريب خصوصا حين كاد العنابي يصل شباك الجزائر ويرفع مستوى الخطر عبر مهاجم قطر المعز علي حين سدد كرة قوية جداً علت العارضة بقليل.، فرفع الفريق الجزائري مستوى جهوزيته هجماته وضغوطه في الشوط الثاني، ليحقّق أول هدف وأول هبة جزائرية عن المقاعد والكراسي بعد مرور القسم الأكبر من الوقت في المباراة الصعبة والمثيرة . سجّل الهدف جمال بلعمري بعد تسديدة رائعة من بن عيادة، فساد الصمت عند الجمهور القطري ومشجعيه وعلت أصوات التشجيع في القسم الجزائري ومشجعيه رغم أنهم كانوا أقل عددا.
ارتاح الفريق الجزائري، بقدر ما زاد قلق الفريق القطري، فرفع القطريون منسوب هجماتهم المتكرّرة، وتعزّزت فرصهم باحتمال تسجيل هدف خصوصا بعد خروج المهاجم الجزائري بغداد بونجاح ابن وهران نتيجة الاصابة، ودخول مهدي تاهرت ( جزائري من مواليد فرنسا) مكانه في محاولة لتدعيم الدفاعات الجزائرية أمام الهجمات القطرية.
بقي المنتخب الجزائري متقدمًا بهدفه دون رد، حتى نجح المنتخب القطري في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع من تسجيل التعادل بهدف من محمد مونتاري، لكن فريق “محاربي الصحراء ” خطف الانتصار خطفا في اللحظات الأخيرة عبر ركلة جزاء رفعت صاحبها يوسف بلايلي الى السماء في قلوب محبّيه وعاشقي الكرة المستديرة.
هي مُباراة حُسمت للجزائر، لكنها كرّست أيضا الفريق العنابي فريقا عرف كيف يفرض نفسه رغم الخسارة.
الأجمل من النصر والهزيمة هو تصريح قائد النصر الجزائري يوسف بلايلي المحبوب جدا عند العرب والذي وبعد أن أهدى الفوز الى الجزائر وكل الجماهير العربية التي ساندته، قال ” نحن والتونسيون (خاوة) أخوة لكن الكأس ستكون لنا” وذلك في إشارة الى المباراة الحاسمة في الكأس العربية يوم السبت في مواجهة الفريق التونسي العالي التدريب والتقنيات وفنون المواجهة في الملاعب.
ينتظر العرب ومعهم جزء لا بأس به من العالم مباراة السبت، ذلك ان كلا من الفريقين الجزائري والتونسي سوف يستشرس في الهجوم والدفاع بغية الحصول على اللقب.
مبروك للجزائر فوزها الذي أفرح قلوبا كثيرة، ومبروك لقطر جودة لاعبيها أيضا رغم الخسارة.