التقرير الاستراتيجي الأسبوعي
سامي كليب:
من الصعب جدا، فصلُ الأحداث الأخيرة في لبنان عن تطوّرات المنطقة، فما حدث في الطيّونة، وما سبقه من انهيارات اقتصادية وأمنية وتلبّد سياسي، ليس منفصلا أبدا عن سد مأرب اليمني ولا عن انتخابات العراق ولا عن الوضع السوري ولا عن الحوار السعودي-الإيراني، وما قد يليه. هذا ما أيقنتُه فعلا بعد جولتي الى أوروبا وسويسرا والقاهرة في الأيام القليلة الماضية.
ماذا في المعلومات والملاحظات أولا:
ما علاقة الأمر بحزب الله ثانيا؟
يتحرك حزب الله على أساس أنه جزء من “محور” كامل، لا بل على أساس أنه حجر الرحى في هذا المحور، ومن يدخل في خلفيات بعض الأمور، يُدرك أن له حضورا ودورا في 5 جبهات، هي العراق واليمن وسوريا وفلسطين إضافة الى لبنان. ولذلك فهو إما يقطف ثمار أي تقدّم في هذه الجبهات، أو يدفع ثمناً في لبنان أو على الأراضي السورية.
لذلك فإن الحزب وجد نفسه في الفترة الماضية أمام الأمور التالية :
نجح الحزب حتى الآن في هضم هذه التطورات الثلاث ( ولو مؤقتا ذلك ان انفجار الوضع الاجتماعي اللبناني ما زال كبيرا والتحقيق ما زال خطيرا) ، وذلك بعد أن صد موجات الإرهاب والتكفير التي كان يُدرك أنها عابرة للحدود السورية اللبنانية ضده قبل أن تكون ضد غيره. فوضع المحقق طارق البيطار في عين الاتهام، ودفع صوب تخوين انتفاضة 17 تشرين خصوصا ان معظم الأحزاب الكُبرى في لبنان قلقت منها أيضا ودعمته مباشرة او مداورة في التخوين، ثم خَرَق الحصار ببواخر النفط الإيرانية، وذلك بعد أن كانت له الكلمة الفصل في تكليف نجيب ميقاتي بتأليف الحكومة.
شكوكٌ حول جريمة الطيّونة
فجأة انفجر الوضع الأمني على نحو خطير في الطيونة. سارع الحزب مع رئيس مجلس النواب الى تفادي توسّع رقعة الأمر ومنع اندلاع شرارة حرب أوسع. لكنه سارع أيضا، وعلى معهود عادته، الى التدقيق والتمحيص والتحقيق. فما جرى ليس أمرا عابرا، وهو في كل الأحوال ليس حادثا عرضيا ولا ردة فعل. هو فخٌ كبير.
مَن قتل بداية شباب حركة أمل، وكيف؟ هل كان الرصاص افقيا أم عاموديا؟ ثم من قتل شباب حزب الله على نحو افقي متعمّد؟
الشكوك كثيرة، وخلافا لما بات معروفا، ربما الشكوك لا تنحصر بالقوات اللبنانية رغم ما تسرّب من قبل مقرّبين من حزب الله عن استعدادات قواتية وحضور مسؤولين من القوات قبل الجريمة لاستطلاع المكان ( وهي أمور تبقى تسريبات حتى ظهور نتائج التحقيقات).
هل كان يُراد زجّ الحزب والجيش في مواجهة مُباشرة؟ اذا كان نعم، فمن أخذ الأمر العسكري، وعلى أي مستوى؟ لعل هنا يكمُن السؤال الكبير والسرّ الأخطر.
وثمة سؤال آخر: هل ثمة مصلحة في أن تكشف التحقيقات كل ما حصل؟ وماذا لو كشفت أمورا خطيرة عن خطط مدروسة ومبيته ولا تنحصر بالقوات؟ هل يرد الحزب أمنيا وسياسيا، أم يهضم المسألة كما هضم غيرها لان مشروع المحور لا يحتمل الغرق في فخاخ لبنانية.
في التحليل ثالثا:
تعرّض حزب الله في الأشهر القليلة الماضية، الى 3 حوادث رمزية او خطيرة قد تكون صُدفة أو تكون مقصودة : في خلدة مع العرب السُنة، وفي شويا في منطقة حاصبيا الحدودية مع شيوخ دروز، والآن في الطيّونة مع مسيحيين، هل يُراد تطويق الحزب في البيئات الطائفية غير الشيعية؟ أم هو نوع من إشغاله بالفتن والنار والأحداث لهدفين، أولهما دوره في لبنان والمنطقة، وثانيهما إضعافه قبل الانتخابات المقبلة التي يقال ان الثنائي الشيعي لن يهتز فيها.
قد يكون أحد الاحتمالين ممكنا، او الاحتمالان ممكنين، وهما حتما مرتبطان جدا، بالمفاوضات والتطورات في المنطقة، فدور الحزب مهم في الحوار الإيراني السعودي، وفي مستقبل المنطقة، وربما ليس بالصدفة أبدا أن يحدث كل ذلك فيما لبنان يتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وبينما وفد أميركي بقيادة أميركي-إسرائيلي يزور لبنان لترسيم الحدود.
ليس من مصلحة حزب الله حاليا الانجرار الى قتال داخلي، وما قاله أمينه العام السيد حسن نصرالله عن 100 ألف مقاتل، قد يبدو لدى البعض غرورا وتعبيرا عن فائض القوة، أما بالنسبة للحزب فهو تحذيرٌ لتفادي الحرب وليس للوقوع في فخاخها… فمن ينظر الى وضع المنطقة بعد مآرب وانتهاء الحرب السورية وانسحاب الاميركيين، يُدرك أن ما قد يحدث هناك، أهم بكثير من الاشتباك الأمني او السياسي مع معراب، فذاك استراتيجيا اقليمة-دولية كُبرى وهذا مجرد تفصيل صغير، في نظر الحزب.
لعل الأهم حاليا من القوات، هو أن نعرف في الداخل، هل يحصل شيء ما بين الحزب والجيش؟
La télécommande, l’arme silencieuse du pouvoir domestique Nadine Sayegh-Paris La télécommande n’est pas qu’un outil.…
الشرق الاوسط كشفت تقارير إسرائيلية معلومات جديدة عن اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله»، السيد…
Le 1er mai, une fleur, une histoire ! Nadine Sayegh-Paris Tout a commencé au Moyen Âge,…
سامي كليب لم يخف بنيامين نتنياهو يومًا أطماعه. عرضها بالتفصيل في كتابه "مكان بين الأمم".…
Pâques : un kaléidoscope de traditions en perpétuelle évolution ! Nadine Sayegh-Paris La fête de Pâques…
La fragrance de la Mésopotamie qui a envoûté le monde entier ! Nadine Sayegh-Paris L’histoire des…