إفتتاحية لعبة الأمم
—————————–
لم تمض ساعات قليلة على ثاني تصريح للرئيس نجيب ميقاتي في أقل من يومين من أن لا زيارة حاليا الى دمشق وأنه: “إذا كانت العلاقات مع سوريا تعرّض لبنان للمخاطر فلن أقبل بذلك”، حتى كانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جالينا بورتر تُرحّب باستئناف الرحلات الجوية بين الأردن وسوريا وتقول: “طالما الأمر يتعلق بالتجاري، فنحن نرحب بذلك”، وهذا أول موقف أميركي يصل الى هذا المستوى في الحديث عن ملفٍ سوري منذ بداية حربها عام 2011.
ليس ميقاتي معروفا تاريخيا بمعارضته لسورية، فهو كان وزيرا أكثر من مرة في أثناء الوجود السوري في لبنان وبمباركته، وحقق جزءا من ثروته من خلال التعاون مع دمشق عبر شركات الاتصالات وغيرها على الأراضي السورية (ثمة تقرير مفصّل في موقع درج حول هذا الأمر)، ولعلّ علاقات شقيقه طه مع قيادات سورية لم تنقطع بتاتا وفق روايات عديدة. ولو كان مُعارضا لسوريا أو للمحور الذي تنتمي إليه لما وصل حتما هذه المرّة الى رئاسة الحكومة وذلك لان حزب الله وحلفاءه كانوا سيمنعون وصوله. لذلك فإن ما يقوله اليوم ربما يُراد منه بعث رسائل الى الخارج والى بعض الداخل اللبناني لتسهيل عمل الحكومة أولا ولعدم فقد شعبيته الانتخابية الشمالية لاحقا، وهي الأسباب نفسها الى جعلته يكتفي بالتعبير عن ” الحزن” حيال دخول النفط الإيراني الى لبنان دون المرور بالمؤسسات الرسمية. ولو رفع اللهجة أكثر لكان وصله تذكير بالخطوط الحمر.
أما إذا كان ميقاتي مقتنعا فعلا بعدم الانفتاح على سوريا حاليا، فقد يبدو كالذاهب الى الحج فيما الناس يعودون منه، ذلك أن ثمة تحوّلات جذرية بدأت تتحكم بالمنطقة، وبينها ما يجري حاليا وسيجري لاحقا حيال الملف السوري، والشواهد على ذلك كثيرة أبرزها التالي:
هذا غيضٌ من فيض ما يجري، فهل ما قاله ميقاتي يتوافق فعلا مع هذه التحولات الكبرى، والتي ستشهد بعد حين على الأرجح تسريع خطوات التواصل السعودي السوري وربما التركي السوري؟ على الأرج لا، لكن ربما عند رئيس الحكومة حسابات أخرى أو ربما سمع نصائح أخرى بأن لا يتسرّع في فتح الخطوط قبل معرفة مآلات التفاوض الإيراني الأميركي وبأن لا شيء حُسم حتى الآن بين موسكو وواشطن بشأن سورية وأن المستقبل قد يشهد تطورات أخرى.
ثمة من يقول إن ميقاتي يريد فعلا ان يحمي لبنان من العقوبات والغضب الأميركيين، وإنه يفعل ما فعله تماما رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الذي آثر عدم دعوة دمشق الى قمة بغداد للحوار والشراكة منعا للإحراج ( خصوصا أن فرنسا وتركيا ما كانتا ستقبلان مثل هذا الحضور ) رغم تأثير إيران القوي في العراق . وآخرون يعتبرون ان رئيس الحكومة اللبنانية ربما يخطئ في التحليل، وطرف ثالث يرى أن ما يقوله شيء وما يجري مع دمشق بعيدا عن الأضواء شيء آخر… فهل يحمي لبنان كما يقول أم …؟ للنتظر ونر.
La télécommande, l’arme silencieuse du pouvoir domestique Nadine Sayegh-Paris La télécommande n’est pas qu’un outil.…
الشرق الاوسط كشفت تقارير إسرائيلية معلومات جديدة عن اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله»، السيد…
Le 1er mai, une fleur, une histoire ! Nadine Sayegh-Paris Tout a commencé au Moyen Âge,…
سامي كليب لم يخف بنيامين نتنياهو يومًا أطماعه. عرضها بالتفصيل في كتابه "مكان بين الأمم".…
Pâques : un kaléidoscope de traditions en perpétuelle évolution ! Nadine Sayegh-Paris La fête de Pâques…
La fragrance de la Mésopotamie qui a envoûté le monde entier ! Nadine Sayegh-Paris L’histoire des…