قصة مؤثرة ل ” الفتّوش” في المطبخ الشرقي
نادين صائغ- ترجمة لعبة الأمم
هذه السلطة التي تُقدّم بين 75 و100 مرة كل ليلة في المطاعم الشرقية في فرنسا، وآلاف المرات في الشرق، لها قصة قديمة، بدأت مع محاولة الإفادة من كسرات الخُبز، وصارت عروس الطاولات والمآدب الشرقية مزيّنة بالخس والبندورة والخيار والفجل والبصل، والسمّاق وزيت الزيتون والحامض.
تُشير الدراسات الى أنها وُلدت في العام 1862 على يد مسيحيين هربوا من مجازر حرب الجبل (وسورية) آنذاك، حيث نزحوا الى زحلة في البقاع اللبناني، واخترعوا هذا الطبق في منازل آل سكاف وفتّوش وهما عائلتان من العائلات الاقطاعية تاريخيا في المنطقة.
تقول الرواية إن هؤلاء المسيحيين، وحين تم استقبالهم في أحد منازل آل فتّوش، وجدوا أنفسهم حول طاولة زاخرة بكل أنواع وصنوف الطعام، من اللحوم والدجاج والعصافير، لكنهم كانوا قد أقسموا على الصيام حتى يعود الأمن، ولم يكن باستطاعتهم أكل اللحوم الحمراء أو البيضاء، فاكتفوا بأكل ما توفّر من خضار. حينها ضحك أحد أصحاب المنازل وهو من آل سكاف وقال للمضيف:” يا فتّوش، انظر ماذا يفعل ضيوفك بالسلطة” وذلك لأنهم كانوا يأكلونها مع الخبز.
لمعت في ذهن البطريرك الماروني غريغوريوس يوسف فكرة الطبق الجديد فقال :” اذا سنسمي ذلك فتّوش وسنأكله طيلة أيام الصيام” ، وصودف أن كان ذاك التاريخ أيضا متزامنا مع نهاية شهر رمضان لعام 1278 هجري، فاقتبس أهل القرى الإسلامية المجاورة لزحلة هذه الفكرة وربطوها هم أيضا بالصيام ، وما زالت سلطة الفتّوش قائمة حتى اليوم في الصيام وعلى المآدب وفي كل المطاعم الشرقية.
تقول بعص المصادر التاريخية إن اسم عائلة فتّوش يعود الى كلمة ” فاتوس” في اللغة التركية، وهو تصغير لاسم ” فاطمة”، وإن هذه العائلة ذات الأصول البقاعية، اعتنقت المسيحية في مطلع القرن الثامن عشر مع وصول المبشّرين الكاثوليك الى المنطقة.
هذا مقال الزميلة نادين كما نُشر بالفرنسية