روزيت الفار-عمّان
إنّ مفهوم “الحياة الجيّدة أو الهانئة” The Good Life مفهوم تناوله أدب وفلسفة الثّقافات القديمة منذ القدم وتباينوا في آرائهم حول ما يجعل الإنسان يشعر بالسّعادة وأثبتوا أنّه مفهوم معقّد غير مطلق لا يصلح لأن يخضع لأيّ نظريّات أو قواعد طالما أنّه يمسّ حياة البشر الّتي تتميّز بالنّمو والتّغيير الدّائمين، وإنّ التّغيّر هو القاعدة الوحيدة الثّابتة في مسيرة الحياة. غير أنّهم اتّفقوا على أنّ أسباب جعلها جديرة بالعيش يأتي إمّا من خلال تحقيق:
في مقالة للبروفيسور سكوت باري هوفمن نشرته مجلّة Scientific American في آب 2020، تمَّ التّأكيد مجدّداً، حسب أستاذ علم النّفس الشّهير مارتن بوبر، على عدم وجود نظريّات أو قواعد مطلقة للعيش كون النّمو والتّغيّر يُعتبران أساس استمراريّة الحياة؛ الأمر الّذي يثير بل يحتّم الفضول والانفتاح على التّجارب والاكتشاف والمغامرة بالإضافة للتجارب المثيرة المدهشة، والّذين يشملون بأحيان كثيرة تحدّيات قاسية وتجارب خشنة وصعبة. تكون بعض هذه التّجارب “اختياريّة” نجد فيها فائدة ومتعة؛ كالسّفر للدّراسة بالخارج وكسب ثقافة البلد الجديد وعاداته، وأخرى “قسريّة” كارثيّة ومؤلمة، كتجربة الحروب والأوبئة أو السّجن أو النّفي أو الأمراض الخبيثة أو حالات العقم أوعدم توفّر عمل وما شابه ذلك؛ تشكّل في مجموعها خصائص “الثّراء السّيكولوجي”. بمعنى آخر؛ هو الثّراء الّذي يأتي نتيجة لمثل هذه التّجارب المبتكرة المثيرة والمعقّدة الّتي تأخذك إلى مكان آخر وتعمل على تغيير مفاهيمك نحو الحياة ونظرتك للأمور وتخلق منك إنساناً مختلفاً عمّا كنت عليه. لكن، وبالرّغم من تنوّع هذه التّجارب وقسوتها؛ غير أنّها تمنحك حكمة وغنى وقيمة للحياة في صقلها لفهمك لذاتك أوّلاً ثُمَّ للعالم من حولك، فتصبح أقدر على معرفة ذاتك والآخر ممّا يقودك لتقبّله وخلق تفاعلات إيجابيّة معه، ما يمنحك شعوراً بالسّعادة والرّضى …
ويشير الكاتب الى أنّه ليس بالضّرورة أن تنفصل هذه المناحي الثّلاثة عن بعضها. فقد تجد إنساناً ينعم بسعادة ماديّة وملذّات الحياة الملموسة ولديه حسٌّ بتجاوز الذّات ومساعدة الغير وبنفس الوقت يخوض تجارب صعبة ومؤلمة بحياته. وفي دراسة حديثة أجريت في 9 دول مختلفة لعدد كبير من الأشخاص تمَّ سؤالهم: أيِّ من هذه المناحي يفضّلون، فكانت الإجابات تفيد بأنّ من 50-70% منهم اختاروا السّعادة الماديّة الملموسة، وذهب ما نسبته 15-38% إلى الخيار الثاني أي الحياة ذات المعنى والهدف، أمّا الأخير فلم يحظ سوى ب7-16% وكان بألمانيا.
بالنّهاية؛ لا يوجد مسار واحد مُعتمد لحياة هانئة بل علينا أن نغوص في دواخلنا لنعرفها تماماً ونختار ما يناسبها، ولنعلم أنّه لا يمكننا أخذ كل شيء بيسر وسهولة في حياة تعمّها الفوضى وعدم الّنظام. فتبقى السعادة بنهاية المطاف خياراً.
Dabké : quand la terre devient rythme ! Nadine Sayegh-Paris Parmi les danses traditionnelles du Proche-Orient,…
حيدر حيدورة بصمت و بدون صخب إعلامي وداخل المكاتب المغلقة في بيروت وكما يفضل الجزائريون…
سامي كليب لا تختلف الأجواء التي رشحت عن تصريحات واجتماعات المبعوث الأميركي توم بارّاك اليوم…
La piscine, une vraie histoire millénaire ! Nadine Sayegh-Paris De l’Antiquité aux temps modernes, la piscine…
Al-Hamidiyah, une identité crétoise au Levant Nadine Sayegh-Paris Al-Hamidiyah n’est pas un simple village sur…
Les roux, rares et flamboyants ! Nadine Sayegh-Paris La rousseur est bien plus qu’un trait physique.…