جنيف-لعبة الأمم
دقّت الأمم المتحدة ناقوس الخطر الجدي حول الأمن الغذائي العربي، محذرة من أن الجوع سيضرب 75 مليون عربي في السنوات المقبلة، وكذلك تقزّم الأطفال، وفقر الدم خصوصا عند النساء، والسمنة الزائدة. والأخطر من كل ذلك أن معظم الدول العربية لا تفعل شيئا لتحسين وضعها وتفادي الكوارث الصحية والغذائية.
في تقرير بعنوان: ” الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية”، قالت منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة التالي:
- إن عدد الجياع في المنطقة وصل عام 2019 إلى 51.4 مليون شخص، أي 12.2 بالمائة من مجموع سكان المنطقة. وفي حال استمرت هذه الاتجاهات، فإن عدد من يعانون من نقص التغذية في المنطقة سيتجاوز حاجز الـ 75 مليون شخص بحلول عام 2030.
- إن منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا ليست على المسار الصحيح المطلوب لتحقيق مقصد هدف التنمية المستدامة الثاني، بشأن القضاء على الجوع. وفي حال استمرت الاتجاهات الأخيرة، فسيتجاوز عدد الأشخاص المتأثرين بالجوع 75 مليون بحلول عام 2030. وسيؤدي تأثير جائحة كوفيد-19 على اقتصاد المنطقة الى زيادة تعقيد التحدي المتمثل في تحقيق المقصد الأول لهدف التنمية المستدامة الثاني بشأن القضاء على الجوع.
- لا يزال العبء الناجم عن سوء التغذية بجميع أشكالها يمثل تحدّيا، اذ تشير تقديرات عام 2019 الى أن 22،5 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من التقزّم ، في حين يعاني 9،2 بالمائة من الهزال، و9،9 بالمائة من السكان البالغين يعانون من السمنة، فقد احتلت المنطقة العربية المرتبة الثانية في العالم من حيث معدلات انتشار السمنة.
- يُعدُّ فقر الدم المقدّر بنسبة 35 بالمائة بين النساء في سن الإنجاب مشكلة صحية عامة متوسطة في معظم بلدان المنطقة. هناك سبعة بلدان فقط تسير على الطريق الصحيح في ما يتعلق بمشكلة الهزال، في حين أن ثلاث دول فقط هي على المسار الصحيح في ما يتعلق بمعالجة مشكلتي التقزّم أو زيادة الوزن لدى الأطفال.
- لا يوجد أي بلد في المنطقة على المسار الصحيح لتحقيق أهداف جمعية الصحة العالمية لعام 2025 بشأن انتشار فقر الدم بين النساء في سن الانجاب (تقليله الى النصف) أو السمنة بين البالغين (وقف ارتفاعها).
- تمثل النزاعات العامل الرئيسي وراء مضاعفة مشكلة الجوع، ولكن بطء التقدم نحو تحقيق مقاصد أهداف التنمية المستدامة بشأن التغذية يرجع أيضا الى ضعف النظم الغذائية في جميع أنحاء المنطقة. وبصرف النظر عن النزاعات، تتأثر النظم الغذائية في المنطقة أيضا بصدمات أخرى مثل تلك المرتبطة بالمناخ، والاقتصاد الكلي، فضلا عن الصدمات الصحية كما هو الحال مع جائحة كوفيد-19
- هناك عدد من الضغوط، مثل ندرة المياه، والاعتماد على الواردات الغذائية، وعدم المساواة بما في ذلك البعد الجنساني(الجندر) والنمو السكاني السريع والهجرة، والتحول الحاصل في النظم الغذائية والمرتبط بالانتقال من المناطق الريفية الى المناطق الحضرية، التي تلقي بثقلها السلبي على النظم الغذائية وتزيد من ضعفها. كما أن افتقار النظم الغذائية المعرّضة لصدمات وضغوط مختلفة الى القدرة على الصمود يضاعف من الضرر الحاصل ويؤثر سلبا على الأمن الغذائي والتغذية.